“وأضحك وأبكى .. فأنشأ للإنسان دواعي الضحك ودواعي البكاء.وجعله -وفق أسرار معقدة فيه- يضحك لهذا ويبكي لهذا.وقد يضحك عداً مما أبكاه اليوم. ويبكي اليوم مما أضحكه بالأمس.في غير جنون ولا ذهول إنما هي الحالات النفسية المتقلبةوالموازين والدواعي ولإعتبارات التي لا تثبت في شعوره على حال!وأضحك وأبكى .. فجعل في اللحظة الواحدة ضاحكين وباكينكل حسب المؤثرات الواقعة عليه.وقد يضحك فريق مما يبكي منه فريق. لأن وقعه على هؤلاء غير وقعه على أولئك .. وهو هو في ذاته. ولكنه بملابساته بعيد من بعيد!وأضحك وأبكى. من الأمر الواحد صاحبه نفسه.يضحك اليوم من الأمر ثم تواجهه عاقبته غداً أو جرائره فإذا هو باك يتمنى أن لم يكن فعل وأن لم يكن ضحكوكم من ضاحك في الدنيا باكٍ في الآخرة حيث لا ينفع بكاء!”