“ورأيت عيون الاطفال ترمقني من بعيد في خوف يتحسسون اذرعهم وسيقانهم يطمئنون الى وجودها يخافون من فقدانهاكأنما يرون مستقبلهم فيّ وعيون الكبار ترمقني من بعيد ايضاً يلقون الي بقطعة من النقود من بعيد لا يكاد يقترب مني احد الا وضاعت منه اطرافه وعينيه واذنيه تسقط قطعة النقود فوق بطني التقطها بلساني الذي اصبح يدي التي التقط به الاشياء وصنعت لي القيادة ملفاً صغيراً ضمن ملفات العاهات او الشحاذين. كنت التقط طعامي من فضلات الناس على الطريق واذا جاء المبعوث الامريكي يزور قائدنا تنشر عربات الجيب المصفحة في الشوارع تلم الشحاذين تكنس الشوارع من القمامة تدهن سيقان الاشجار بالبوية اليضاء ترفع الاعلام واقواس النصر تحولت من الفدائي وجه الوطن المشرف الى الوجه المخزي المطلوب اخفائه كالعورة عن عيون الضيوف.”
“- الإطلال على الوطن من بعيد يعطي الوطن معنى أضافياً , اذا يُرى في عيون الآخرين , ويستطاع تحديد موقعه وأهميته , رغم المسافة , بشكل أدق , وربما بشكل أكمل , تماماً كمن ينظر الى الغابة , اذا لا يستطيع ان يراها كاملة أو بشكل جيد حين يتجول بين أشجارها , فالظلال التي تخلفها الاشجار الصغيرة والكبيرة تغرقه وتجعله لا يرى الا ما حوله , أما اذا أبتعد الى مسافة كافية فانه يرى الغابة كلها , ويرى حجمها قياساً الى ما يحيط بها .”
“لفرط ما أحذف النهارات لم يبق مني الا كائن الأرق، شبيهي، الذي يحسب ان الوقت يمضي اذا مشيته مراراً من الباب الى النافذة، من الشرفة الى النافذة، من النافذة الى النافذة، ولا ادرك جدواه. لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار واعلم ان من هو مثلي لا ينتظر شيئاً ولا يرغب في شيء، لأن الاشياء قاطبة تقيم في نهارات احذفها لكي لا يبقى مني الا رميم الأرق، شبيهي، الذي ما عرفت سواه.”
“باتفرج على كل حاجة من بعيد .. من بعيد قوي .. الرحلات . الحفلات . المغامرة . الصداقه . الرحلات . الحب . البطل بيحب بدالي وأنا باتفرج عليه من بعيد . وكأن الدنيا بتقول لي ممنوع اللمس .. ابعد .. ممنوع الاقتراب”
“لم أتعوّد..أن أُفصِح عن مشاعري لأحد..أو أبوح بها لأي مخلوق..كائناً من كان!.حتى لأقرب الناس لي!لأنني أشعر أنها ملكي..خاصة بي وحدي..لم أكن أشعر..أن هناك من يستحقها..أو حتى له الحق..في أن يقترب منها..من قريب أو بعيد!”
“قيل في أحد الأمثال الغربية : "غير معيشة الإنسان يتغير بذلك تفكيره " و هذا صحيح الى حد بعيد , فالفقير الجائع يكاد لايفهم الحقيقة الا على شكل رغيف, أما المدلل المتخوم فتراه مستهاما بالمثل العليا التي لا فائدة منها مثل الجمال الكامل, او الحق المطلق وما إلى ذلك من خزعبلات شوهاء .”