“إذا فاتك شيء فقد يذهب إلى غيرك ويحمل له السعادةفلتفرح لفرحه ولا تحزن على مافاتكفهل يعيد الحزن ما فقدت؟”
“إنني لم أعرف الكثير جداً من هذه الدنيا، ولم أعرف إلا القليل جداً من نفسي.. فعيناي مفتوحتان على الدنيا، ولكنني بلا عينين عندما أنظر إلى داخلي.. إلى الزحام داخلي.. إلى الوحشة المظلمة في أعماقي.. إلى الإنسان الذي نسيته يصرخ ولا أسمعه ولا أتبينه.. ولا أعتقد أنني سأستطيع يوماً ما.. فقد اتسعت المسافة بيني وبينه.. أو.. بيني وبيني.. وإنني في حاجة إلى ترجمان. ترجمان صديق.. يخبرني ماذا أريد أن أقول لنفسي.. ماذا أريد من نفسي، ماذا أستطيع.. ما الذي أقدر عليه..”
“وعدت أقول لها: ولا حتى الحب؟! فأشارت إلى إصبعها.. إلى الخاتم الذي رأيته من اللحظة الأولى.. إنها صغيرة.. إنها لا تعرف أن الخاتم لا يدل على الحب.. ولا الحب يدل عليه الخاتم.. وأن الخاتم يشغل هذا المكان من الإصبع.. ولكن الحب يشغل كل شيء ولا يبدو كالخاتم.. ولا لامعا كالخاتم.. ولا خانقا كالخاتم!”
“ما الذي بين الناس؟ ما الذي يجمع الناس؟وما الذي يفرقهم؟ ما الذي يرضي؟ وما الذي يغضب؟ ما الذي يسعد؟ وما الذي يتعس؟ كل شيء سبيل إلى أي شيء وكل شيء؟”
“انظر إلى حياتك كل يوم.. انظر ولو مرة واحدة.. هات ورقة وقلما واكتب بالضبط ما الذي تفعله أو فعلته اليوم.. لا تخجل إذا أغمضت عينيك وتركت القلم يكتب ثم وجدته يرسم ثورا يدور في ساقية.. فليس عفريتا هو الذي كتب لك.. هذه هي الحقيقة.. أنت تدور وتدوخ.. تذوب.. تتلاشى.. أنت لا تدري ما الذي تفعله.. ولكنك أعمى.. أعميت نفسك.. وليس غيرك أحسن ولا أسوأ حالا منك.”
“من قال للأشجار في غابة كولونيا إننا في الخريف، فقد وقفت عارية وأوراقها صفراء تتساقط على الأرض ويكشفها الهواء البارد!كل شيء بارد وكل شيء ذابل يتساقط، وأنا أتساقط أيضا وأتساند على نفسي وعلى الآخرين.. فلا أوراق ولا أزهار، ولا أطيار، ولا ألوان ولا رائحة، ولا عشاق تحتها في الأماكن البعيدة..ومن حين إلى حين تسمع آهات بلا صوت. صوت غريب عجيب، إنه ارتطام ملايين الأوراق الذابلة يطلق آخر أنفاس الحياة.وكان لا بد أن أنحني للأشجار التي بدأت طاقتها بالانحناء من أجلي، مع أنني لم أرد التحية، ولو أردت فلن أستطيع.. إنني لا أطلب المستحيل..لماذا لا تتساقط جذورك على شكل قبر صغير مثل قبر نابليون الذي هناك، ولو حدث فهي سيمفونية الموت.”
“والمسافر كما يقول المثل الإنغليزي: يجب أن يكون له عينا صقر ليرى كل شيء، وأن تكون له أذنا حمار ليسمع كل شيء، وأن يكون له فم خنزير ليأكل أي شيء، وأن يكون له ظهر جمل ليتحمل أي شيء، وأن تكون له ساقا معزة لا تتعبان من المشي.. وأن يكون له -وهذا هو الأهم- حقيبتان: إحداهما امتلأت بالمال والثانية امتلأت بالصبر! ”