“أنزِل ، هنا ، والآن ، عن كتِفَيكَ قبرَكَوأعطِ عُمركَ فُرصةً أخرى لترميم الحكايةليس كلُّ الحبِّ موتاًليست الأرضُ اغتراباً مزمناً ،فلربما جاءت مناسبةٌ ، فتنسىلسعةَ العسلِ القديم ، كأن تحبَّوأنت لا تدرى فتاةً لا تحبّكَأو تحبُّكَ ، دون أن تدرى لماذالا تحبُّك أو تحبُّك /أو تُحسَّ وأنت مستندٌ على درَجٍبأنك كنتَ غيرك فى الثنائياتِ /فاخرج من "أنا" ك إلى سواكَومن رؤاكَ إلى خطاكَومد جسركَ عالياً ،فاللامكانُ هو المكيدة ،والبعوضُ على السياجِ يحُكُّ ظهرَكَ ،قد تُذكّرك البعوضةُ بالحياة !فجرّب الآن الحياةَ لكى تدربكَ الحياةُعلى الحياةِ ،وخفِّف الذكرى عن الأنثىوأنزلها هناوالآنعن كتفيك ... قبرك !”
“أنزل هنا والآن عن كتفيك قبرك ، وأعط عمرك فرصة أخرى لترميم الحكايةليس كل الحب موتا ، ليست الأرض اغترابا مزمنافلربما جاءت مناسبة فتنسى لسعة العسل القديمفأخرج من (أنا)ك إلى سواك ، ومن رؤاك إلى خطاكدق جسرك عاليافاللامكان هو المكيدةجرب الآن .. كي تدربك الحياة على الحياة”
“يعلو الأذان صاعداً من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة. توابيت مرفوعة على عجل, تدفن على عجل.. إذ لا وقت لإكمال الطقوس, فإن قتلى آخرين قادمون, مسرعين, من غاراتٍ أخرى. قادمون فُرادى أو جماعات..”
“وسألتك: لم تعرفْ، إذاً، كيف تحب؟ فأدهشني قولكَ: ما الحبُّ؟ كأنني لم أحب إلا عندما كان يخيل لي أنني أحب.. كأن تخطفني من نافذة قطار تلويحةُ يد، ربما لم تكن مرسلة إليّ، فأولتها وقبّلتُها عن بعد.. وكأن أرى على مدخل دار السينما فتاةً تنتظر أحداً، فأتخيل أني ذاك الأحد، وأختار مقعدي إلى جوارها، وأراني وأراها على الشاشة في مشهد عاطفيّ، لا يعنيني أن أفرح أو أحزن من نهاية الفيلم. فأنا أبحث في ما بعد النهاية عنها. ولا أجدها إلى جواري منذ أنزلت الستارة. وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟ قلتَ لي: كنتُ أخترعُ الحب عند الضرورة/ حين أسير وحيداً على ضفة النهر/ أو كلما ارتفعت نسبة الملح في جسدي كنت أخترع النهر..”
“عن اللا شيءهو اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء ,حدَّقنا إلى اللاشيء بحثاً عن معانيه ...فجرَّدنا من اللاشيء شيءٌ يشبه اللاشيءَفاشتقنا إلى عبثية اللاشيءفهو أخفّ من شيء يُشَيِّئنا...يحبُّ العبدُ طاغيةًلأن مَهابة اللاشيء في صنم تُؤَلِّهُهُويكرهُهُإذا سقطت مهابته على شيءيراهُ العبد مرئيّاً وعاديّاًفَيَهْوَى العبدُ طاغيةً سواهُيطلُّ من لا شيءَ آخرَ ....هكذا يتناسل اللاشيء من لا شيء آخرَ ...ما هو اللاشيء هذا السيِّدُ المتجدِّدُ ,المتعدِّدُ , المتجبرّ, المتكبرِّ, اللزجُالمُهَرِّجُ.... ما هو اللاشيء هذاربُمَّا هو وعكةٌ رُوحيَّةٌأو طاقةٌ مكبوتةٌأو , ربما هو ساخرٌ متمرِّسٌفي وصف حالتنا !”
“ستنجبالأمُّ الحزينةُ إخوةً من لحمنا لا من جذوع الكستناء ولاالحديد . ستنجب الأُم الحزينة إخوةً ليعمِّروا منفىالنشيدِ . ستنجب الأْم الحزينة إخوةً كي يسكنواسعفَ النخيل إذا أرادوا أو سطوح خيولنا . وستنجبالأمُّ الحزينةُ إخوة ليتوِّجُوا هابيلَهُمْ ملكاً على عرش الترابْلكنَّ رحلتنا إلى النسيان طالت . والحجاب أمامنا غطى الحجابْولَعَلَّ منتصفَ الطريق هو الطريق إلى الطريق من سحابْولعلنا ، يا هُدهدَ الأسرار ، أشباحٌ تفتِّش عن خرابْ”
“على قلبي مشيت كأن قلبي طريق أو رصيف أو هواء .”