“لا يمكنني التصديق أن الذين غيروا شيئاً في كيان هذا الكوكب و أهله أجمعين , أو على الأقل في أمةٍ من الأمم الكبرى , أنهم فعلوا ذلك بمحض الصدفة و الأقدر , ولا أصدق أنهم لم يكونوا يطمحون إلى ما سيفعلونه و إلى ما بلغوه , مذ كانت تغفو أعينهم و هم في حجور أمهاتهم , فيرون شيئاً ما ..”
“أحبُّ يوم الأربعاء , لا أذكر أني توقفت مرةً عن هذا الحب أو تأمله , ربما لأنه كان يمثل في داخلي طعم الفكاك من شيءٍ ما , لست قادراً على تحديده بدقة . الأربعاء .. هنا يعني الزيارات , و الركض عصراً مع الأقارب و أبناء الحي , و يعني أن أبي سيأذن لي بالسهر حتى الثانية عشرة . كان هذا أبعد ما أتمناه , أني لن أكون في فراشي بعد أن أصلّي العشاء فوراّ”
“كل الذين صنعوا أحلاماً كبرى على هذة الأرض , بالتأكيد , قد أقسموا أن يصلوا إلى ما وصلوه , لكن بأيمانٍ مختلفة , و بطرقهم الخاصة و مواقيتهم الخاصة .. لقد أستمع هؤلاء للنداء الذي ينبع من أقصى مخبأ في نفوسهم , و على الفور أمتثلوا له , و كدحوا خلفه بكل شيء ليدركوه , فكانت كل الإشارات التي يواجهونها في دربهم تحفزهم أكثر , و تجعلهم أشد إيماناً بذلك الصوت المجهول الذي يهمس من وراء ستارٍ شفيفٍ من الزمن !”
“افكر ان السواد في هذا الكون اللانهائي و ان الضوء والنهار شيء طارئ و عرضي، ومهما كان عدد الشموس الا انها لا تكاد ترى ولا تساوي شيئاً في عتمة الكون الكبيرة والممتدة”
“أغمض عينيك كل صباح , و استمع إلى الصوت الكامن في جوفك , وامتثل له , وافعل ما يمليه عليك حسّك , و قبل كل شيء عليك أن تمتلك يقينك !”
“قبل أن يكون الكلام كان هنالك الجسد، وقبل أن تمتلئ الأفواه بالحروف كان الإنسان قديماً يخاطب الوجوه بجسده.. يقولون أن الانسان في بعض عصوره كان أبكم، لا يملك سوى أصواتٍ يُحاكي بها المخلوقات من حوله، ولا لغة لديه حين يفرح أو يخاف ، أو يحزن أو يحب، سوى قاموس واحد ، قاموس جسده، فيفيض من رأسه إلى جبينه إلى يديه إلى رجليه … وحين يدهم الجزع مجموعة من البشر كانت تلتف على بعضها ، و تعبّر عمّا بها بلغة جسدية مشتركة ، وربما كانت هذه حكاية مكررة لأصل رقصات الشعوب التي ما كانت تكذب في وصف ذاتها ، كان هذا قبل أن تصبح الاصوات كلمات، وهذا اثرٌ قديم جداً، حينما كان الإنسان لا يغش ولايزوّر ، حينما كان يتكلم بجسده فحسب، وحينما كانت الشعوب تعبر بأجسادها فقط.”،”
“لا تثقوا بالذين لا تحبهم أمهاتهم ، لانهم مثل النبتة المعلقة في الهواء ، المخلوسة من جذورها ، لا يمكن ان تورق اغصانها ولو سقيت بوديان الأرض ، ولا يطلع في نواحيها الثمر ، ولو نامت القرى والفلاحون تحتها أجمعين .”