“وإن يكن مبتغاكم أن تنزلوا طاغية عن عرشه، فاعملوا أولاً على تحطيم ذلك العرش الذي أقمتموه له في قلوبكم. إذ كيف لطاغية أن يحكم شعباً حراً وأبياً ما لم يكن في حرية ذلك الشعب شيء من الاستبداد وفي إبائه شيء من الذل؟”
“وإن كانت طاغية تودون خلعه عن عرشه فانظروا أولاً إن كان عرشه القائم في اعماقكم قد تهدم لأنه كيف يستطيع طاغية ان يحكم الاحرار الفخورين، ما لم يكن الطغيان اساسا لحريتهم والعار قاعدة لفخرهم؟ وإن كانت هماً ترغبون في التخلص منه، فان ذلك الهم انما انتم اخترتموه لانفسكم، ولم يفرضه احد عليكم.وان كانت خوفا تريدون طرده عنكم، فان جرثومة هذا الخوف مغروسة في صميم قلوبكم، وليست في يدي من او ما تخافون.”
“وجه التدبير في الكتاب إذا طال أن يداوي مؤلفه نشاط القارئ له ، ويسوقه إلى حظه بالاحتيال له. فمِن ذلك أن يُخرجه من شيء إلى شيء ، ومن باب إلى باب ، بعد أن لا يخرجه من ذلك الفن ، ومن جمهور ذلك العلم”
“أن القرارات تشكل فقط بداية شيء ما . فعندما يتخذ شخص ما قرارات يغوص فعلا في تيار جارف يحمله نحو وجهة لم يكن يتوقعها إطلاقا حتى في الحلم لحظة اتخاذ ذلك القرار”
“إن تصرُّف المثقف في هذه الفترة تصرُّف رجُل انتهازي رخيص، والحقُّ أن مناوراتِه لم تنقطع لحظة، والشعب لا يريد أن يُبعِدُه أو أن يُحرجه. فما يُريدُه الشعب هو أن يكون كل شيء مشتركـًا .. وجود ذلك الميل الغريب إلى التفاصيل لدى المثقف هو الذي سيؤجِّل انغماس المثقف في الموجة الشعبية العارمة. لا لأن الشعب عاجز عن التحليل، فهو يُحب أن تُشرَح له الأمور، هو يُحب أن يفهم مفاصل استدلال من الاستدلالات، يُحب أن يرى إلى أسن هو ذاهب. ولكن المثقف المُستعمَر، في أول اتصاله بالشعب، يُركِّز اهتمامه على التفاصيل الدقيقة، ويصل من ذلك إلى نسيان هدف الكفاح نفسُه، ألا وهو إلحاق الهزيمة بالاستعمار”
“لا يشعر براحة الحرية إلا في العُزلة! لم يكن يعلم أصلاً أن الحرية ماهي إلا إحساس يشعر به المرء، يصفه، ثم يطبقه.حقاً لم يكن يملك ذلك التفسير! لم يكن يدرك أن الإنسان بإمكانه التوحد مع من يعشق، أو ما يعشق! لم يكن يتصور أن سعادة الوصول للرضا تكمن في أبسط الأشياء التي لم تمتد لها نفس بشر فلا تزال تحتفظ بنقاء صنع الله(أحاديث قارب)”