“ثم دلفت إلى باب لتعود منه بعد ثلاثين ثانية ومعها رجل في الأربعين من عمره يرتدي بذلة سوداء. كان مظهره يوحي بأنه شخصية فندقية حقيقية. لقد إلتقيت الكثيرين منهم خلال عملي. إنهم كائنات متشككة لديها خمس وعشرون إبتسامة مختلفة جاهزة للإستخدام لدى كل ظرف من الظروف المتنوعة. فمن الإبتسامة الهادئة والودودة غير العابئة الى الإبتسامة العريضة المعبرة عن الرضا. إنهم يتحكمون في ترسانة الإبتسامات كلها من خلال الأرقام مثل نوادي الغلف لبعض الضربات.قال وهو يطلق ابتسامة متوسطة المدى نحوي مصحوبة بإنحناءة مهذبة من رأسه: "هل يمكنني ان اساعدك اذا سمحت؟" لكنه ما إن لاحظ ملابسي حتى تراجعت ابتسامته سريعاً ثلاث درجات. كنت أرتدي جاكيتاً رياضياً مبطناً بالفراء ذا أزرار "كيث هاينج" في منطقة الصدر وقبعة نمساوية وبنطالاً فيه الكثير من الجيوب وحذاء عمل. كلها كانت قطع من الملابس العملية والجميلة. لكنها لم تكن تتلاءم مع بهو مثل هذا الفندق. ليس ثمة خطأ مني، بل مجرد إختلاف في نمط الحياة.”
“فقدت الكثير من الأشياء.. فقدت الكثير من الأشياء الثمينة، ليس بسبب خطأ من أحد ولكن في كل مرة تفتقد شيئا تفقد معه حزمة كاملة من الأشياء”
“ليس ثمة ما يمكنني عمله أكثر من ذلك.”
“رأسي مثل حظيرة سخيفة مليئة بأشياء أريد الكتابة عنها. صور، مشاهد، نتف كلمات.. في ذهني كلها متوهجة، كلها مفعمة بالحياة.. اكتبي.. اكتبي! تصيح بي. ستولد قصة رائعة، يمكنني الإحساس بذلك. ستنقلني إلى مكان جديد جداً. المشكلة ما إن أجلس خلف مكتبي و أضعها على الورق حتى أدرك أن هناك شيئاً ينقصها . لا تتبلور، لا بلورات بل مجرد فقاعات. ولا أنتقل إلى أي مكان آخر . ”
“أكثر من يثير اشمئزازي أولئك الذين ليس لديهم خيال، ممن يسمّيهم ت.إس.إليوت: المجوّفين. من يسدّون هذا النقص في الخيال بأكوام قش خالية من الأحاسيس، حتى إنهم لا يدركون ماذا يفعلون، قساة يقذفونك بالكثير من الكلمات الفارغة ليحملونك على فعل ما لا تريد فعله.هناك مثليّون وسحاقيّات وطبيعيّون ونسويّون وخنازير وفاشستيّون وشيوعيون وهاري كريشناويون، لا يزعجني أحد منهم، ولا أبالي بأي شعار يرفعون، ولكن ما لا أتحمّله أبدًا أولئك المجوّفين. أفق ضيّق بلا خيال، لا تسامح، نظريات منفصلة عن الواقع، مصطلحات جوفاء، مُثل مغتصبة بغير حق، نظم متكلّسة. تلك هي الأشياء التي ترعبني وتثير اشمئزازي. مهم طبعًا أن تميّز الخطأ عن الصواب. والأخطاء الفردية في الحكم على الأشياء غالبًا ما يمكن تصحيحها، وطالما لديك الشجاعة للاعتراف بالأخطاء، يمكنك دومًا أن تحوّل الأشياء للاتجاه الآخر، ولكن الأفق الضيق اللامتسامح الذي بلا خيال، مثل الطفيليات التي تغيّر الجسد المستضيف وتغير تكوينه، وتواصل هي النمو. إنهم فاشلون ولا أحب أن يدخل أمثالهم إلى هنا.”
“كانت مثل تغيرات الطقس, تظهر سريعا من مكان ما ثم لا تلبث ان تتلاشى, و لا تخلف وراءها سوى الذكرى”
“و في ما كنت أحدق في المطر, فكرت فيما يعنيه ان يكون المرء جزءا من شيء أو ينتمي إليه,و ان يكون هنالك من يذرف الدمع لأجلي.من مكان سحيق, سحيق جدا جدا. و أخيرا من حلم, و أنيي مهما حاولت و مهما أسرعت فإنني لن أصل إليه.لماذا يمكن أن يرغب أي شخص في البكاء من أجلي؟”