“وحيدهة كانت السلطة و عاجزه حيال شغف السينما و شغف الفوضي, عندما فرض الصوت الآمر أن يُسمع: إلى الوراء -قال الشرطي آمراُ- أيها الساده و السيدات, الصف سيتشكل وراء الجدار, مما وراء الجدار, و إلى هناك..أي جدار - تساءل الحشد بدهشه- فأوضح سيف النظام: إذا لم يكن الجدار موجوداً... فتخيلوه!؟”
“لو أن عصفوراً هجر الطيران و شغف بركوب الدراجة ، جاء إلى يشكو مما ينتابه بين الحين و الحين من اضطرابات عصبية ، و يطلب منى أن أصف له الدواء ، لما لبيت طلبه ، و لأمرته فى غضب أن يعود إلى ما خلق من أجله”
“الكتابة على الجدار تتغير بلا توقف .. مثلا هذه المرة كان هناك علم مصر, و عبارة "الجيش و الشعب إيد واحدة" و هي التي ستتحول بعد أشهر إلى "يسقط يسقط حكم العسكر" و ربما تصير "يسقط حكم الإخوان" بعد فترة.”
“و لم يكد محمد و فتاه يستريحان تحت ضل الجدار و قد توقف انصباب الدم من قديميه . حتى عاوده مطاردوه و انقضوا عليه . و جذبوه و دفعوا بهي قسرا فمشى . و هم يرجمونه و يتضاحكون . . الدم ينزف من جديد حتى خرج من الطائف كلها . و استلقى وحيدا أمام أسوارها المنيعة البيضاء . تتصاعد الزفرات من حبة قلبه و يهمهم يدعو ربه و يقول .( إلى من تكلني . إلى بعيد يتهجمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ . إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي )”
“بين هذه الجدران أمضيتَ حياتك. وُلدتَ في الزاوية،وأقصى رحلة كانت من الجدار إلى الجدار.”
“ أقبل أن آخذ من الغرب "الكافر" الدواء والمصباح والكمبيوتر وكل ماهو مفيد.. ولكن قلت له: ومالذي يمنعك من أخذ "العقل" الذي أنتج هذه الأشياء و "النظام" الذي ساعد على انتاجها و"الحرية" التي هيأت الجو لابتكار وابداع هذه الأشياء؟ قال لي: الله يهديك فيك غفلة!وأرتفع الجدار بيننا.. وكاد التفكير يتحول إلى التكفير”