“المحافظون من المترفين وأصحاب المصالح المركزة يقاومون الحركة في أول أمرها . وإذا نجحت الثورة رغم آنافهم حاولوا أن يجمدوها وأن يوقفوها عند حدها الذي وصلت إليه . وعندئذ يأخذون بالدعوة إلى صيانة النظام العام ووحدة الجماعة أو تقويتها إزاء أعدائها في الخارج . أما المجددون المتمردون فهم لا يهتمون بقوة الجماعة أو وحدتها بمقدار اهتمامهم بالعمل على تحقيق مبادئ العدالة والمساواة جيلا بعد جيل . وهم يرون بأن الحروب الخارجية تلهي الناس عن الإهتمام بمبادئ الثورة الأولى وقد تشغلهم بحماسة قومية لا صلة لها بتلك المبادئ .يقول فبلن عن الطبقة المترفة ، وهو يسميها الطبقة الفراغية ، انها ميالة إلى التزام الجبهة المحافظة . وأبناء هذه الطبقة يخافون من كل تغير اجتماعي أو تجديد لأن ذلك قد يضيع عليهم الوضع المريح الذي هم فيه .فمصالحهم المادية تجعلهم حريصين على إبقاء كل قديم رغم قدمه .أما سنمر فهو يفرق بين " المثل العليا " والقيم الإجتماعية . فالمثل العليا في رأي سنمر هي سلاح المتذمرين . أما القيم الإجتماعية فهي التي يستخدمها أولو النفوذ في المجتمع لكي يدعموا بها نظامهم القائم ولو كان ظالما .”