“لم تكن تبكي على أحد، ولكن من مفاتنها بكت:هل كل هذا السحر لي وحديأما من شاعر عندييقاسمني فراغ التخت في مجدي؟ويقطف من سياج أنوثتي ما فاض من وردي؟أما من شاعر يغوي حليب الليل في نهدي؟أنا الأولىأنا الأخرىوحدي زاد عن حديوبعدي تركض الغزلان في الكلماتلا قبلي... ولا بعدي”
“ارتكبتُ من الأخطاء ما يدفعني، لإصلاحها،إلى العمل الإضافيّ في مُسَوَّدة الإيمانبالمستقبل. من لم يخطئ في الماضي لايحتاج الى هذا الإيمان.”
“تُنسَى كأنك لم تكُن! .. تُنسَى ككنيسةٍ مهجورةٍ كوردةٍ في الريحِ تُنسى! أنا للطريق .. هناك من سبقت خطاهُ خطاي من أملى رؤاه على رؤاي! هناك من نثر الكلام على سجيّتهِ ليعبُر في الحِكاية .. أو يضيئ لمن سيأتي بعدهُ أثرًا غنائيًا و جرسا ! تنسى كأنك لم تكن ، شخصًا ولا نصًّا، و تُنسى .. و أشهدُ أنني حيٌّ و حُرٌّ حين أُنسَى”
“تُنسى كأنك لم تكنتنسى كمصرع طائرككنيسة مهجورة تنسىكحب عابروكوردة في الريحوكوردة في الثلجتنسىانا للطريقهناك من سبقت خطاه خطايمن املى رؤاه على رؤايهناك من نثر الكلام على سجيتهليعبر في الحكايةاو يضيء لمن سيأتي بعدهأثرا غنائيا وجرساتُنسى كأنك لم تكنشخصا ولا نصا..وتنسىامشي على هدي البصيرةربما أعطي الحكاية سيرة شخصيةفالمفردات تقودني وأقودهاانا شكلهاوهي التجلي الحرلكن قيل ما سأقوليسبقني غد ماضانا ملك الصدى لا عرش لي الا الهوامشفالطريق هو الطريقةربما نسي الأوائل وصف شيء مالاوقظ فيه عاطفة وحساتنسى كأنك لم تكن خبرا ولا أثرا وتنسىانا للطريقهناك من تمشي خطاه على خطايومن سيسبقني الى رؤيايمن سيقول شعرا في مديح حدائق المنفى امام البيتحرا من غدي المقصوممن غيبي ودنيايحرا من عبادة الأمسمن فردوسي الأرضيحرا من كناياتي ومن لغتيفأشهد أنني حر وحي حين..أُنسى”
“لم يصل أحد. فاتركيني هناك كما تتركين الخرافة في أي شخص يراكِ، فيبكي ويركض في نفسه خائفًا من سعادته: كم أحبكِ، كم أنتِ أنتِ! ومن روحه خائفًا: لا أنا الآن إلا هي الآن فيّ. ولا هي إلا أنا في هشاشتها. كم أخاف على حلمي أن يرى حلمًا غيرها في نهاية هذا الغناء ...”
“أنتِ غدي وحاضري ولا أمس لي ـ تقول لها.وتقول لك: أنتَ غدي وحاضري و لا أمس لي.تنامان اثنين في واحد،ولا تحلمان بما هو أكثر من هذا.لم يسأل أحد منكما الآخر عن معنى الاسم،... من شدَّة ما كان مجهولكما الشَّهي عاكفاً على تأجيج الفتنة.تفتنكَ وتفتنها.وبعد أن تمتلكَها وتمتلكك،وتمتليء بها وتمتليء بك،يناديك ما يناديها من أقاليم البعيد،فتحنُّ هي على ماضيها خلف الباب،”
“أنا من هناكأنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدةوبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ.ولي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْمررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ.أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها،وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ.تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْتعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْهي: الوطنُ...”