“كلُّ شيء صار مرًّا في فمي بعدما أصبحتُ بالدنيا عليماآه من يأخذُ عمري كلَّه ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!”
“أكان يجب أن ينتهي كلُّ شيء إنسانيّ من أجل خطاب؟!”
“صار عمري خمس عشرة صرت أحلى ألف مرة صار حبي لك أكبر ألف مرة.. ربما من سنتين لم تكن تهتم في وجهي المدور كان حسني بين بين .. وفساتيني تغطي الركبتين كنت آتيك بثوبي المدرسي وشريطي القرمزي كان يكفيني بأن تهدي إلي دمية .. قطعة سكر .. لم أكن أطلب أكثر وتطور.. بعد هذا كل شيء لم أعد أقنع في قطعة سكر ودمي .. تطرحها بين يدي صارت اللعبة أخطر ألف مرة.. صرت أنت اللعبة الكبرى لدي صرت أحلى لعبة بين يدي صار عمري خمس عشره.. * صار عمري خمس عشره كل ما في داخلي .. غنى وأزهر كل شيء .. صار أخضر شفتي خوح .. وياقوت مكسر وبصدري ضحكت قبة مرمر وينابيع .. وشمس .. وصنوبر صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر والذي كان سويا قبل عامين تدور فتصور .. طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب أصبحت قطعة جوهر.. لا تقدر .. * صار عمري خمس عشره صرت أجمل .. وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل سوف ألتف بشال قصبي وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي.. أنت بعد اليوم لن تخجل في فلقد أصبحت أطول .. آه كم صليت كي أصبح أطول.. إصبعا .. أو إصبعين.. آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر سنة أو سنتين .. آه .. كم ثرت على وجهي المدور وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي وعلى الحب .. بشكل أبوي لا تعاملني بشكل أبوي فلقد أصبح عمري خمس عشرة.”
“والطفل يهمس في اسى:أشتاق يا بغداد تمرك في فمي..من قال إن النفط اغلى من دمي؟”
“لأن صوتك صار خبزي اليومي .. ولأن الصباحات لا تصبح إلا به .. والمساءات لا تمسي إلا عنده .. وأي يوم دون هذا هو ورقة ذابلة سقطت من شجرة عمري فتكسرت وبعثرها غيابك لغبار لا يبقى منه شيء .. ولأنني لم أسمع صوتك اليوم .. فأنا أتضور من الجوع !ـ”
“كل الذين لمستُ أصابعهم في الطريقِ تماثيلَ شمعٍ غدوا.. كلُّ من نِمتُ في حضنهم، خبتوا .. واختفوا”