“ثم ستعلم .. أن الناعمَ لا يميزُ عن الخشنِ شيئا .. وإنما يختلف..وأنه لا يكون من اللازم للصعودِ كونُه ارتقاء. فربما استقر النور تحت قدميك فباعدتَه حالَ صعودك درجةً وراء درجة.. ثم يُنعم عليك صاحبُك فيُعْلِمُكَ من ذا تستبقيه ومن تستبدله ..ومن ذا تَغنَى عنه ومن لا تَغنَى إلا به.. ثم إن بقى لك منك شيئا فأدركه بالسؤالِ الهادئ والسمعِ الشغوف.. ذلك أن أذنك المصغية هي وجهُ قلبِك العارف”
“ومن تمام العطية أن تؤتى بميقاتها”
“وليس العزمُ أن تسكُنَ انتظارا له يأتي أو يتمهَّل .. إنما العزمُ أن تبحثَ عنهُ حتى تعثرَ عليه .. وأن تتحمل عزمَه عنك التمهلَ .. وأن ترى في مجيئه بوابات الجنة .. وفي تمهُّله محبَّة تتخفى في دِثَارِ الأمان.. العزمُ أن تعرفَهُ لكَ فلا تدعْهُ إلا وهو فيك.. وأن تعرفَهُ فيكَ فلا تتباهَ به على من حرموا كونَه فيهم.. ثم يكون الحمد بابَ بقائِه النعمةَ .. فاحمَد واعزِم وابقَ على العهد.. ولمَّا تفعل .. يكون العهد من يديك.. والعهد في يديك.”
“في المحبة أنت دوما الفائز.. إن فزتَ فأنت الفائز.. وإن انهزمتَ فأنت فائز .. وإن استسلمتَ فأنت فائز.. لا خسارة في المحبة إلا بتركِك المحبة .. ذلك أن جائزة المحبة هي المحبةُ ذاتُها.. وما جولاتُها ونتائجُ جولاتِها إلا نتويعاتٍ على لحنِ الانتصارِ الكبير.”
“ومن شُهبِ النهاياتِ ألَّا تنتظر أحدا .. فلا يعنيك من الفراقِ الفراقُ .. ولا يثنيك عن زهدِكَ في الحبيب وصالُه ولا يهينُ تنائيهِ عنكَ فؤادَك .. أنتَ أنتَ وإن تكالبت على قلبِك محنةُ المحبَّة وتراوحتْ على عينيك أضواءُ الظلمِ المبين .. أنتَ أنتَ وإن بدَا في وجهِ عدوِّك الخيْرُ وبدَتْ في وجهِ صديقك بشائرُ الشرِّ الكبير .. أنتَ أنتَ .. فاكتَفِ بكَ عمَّن سِواك .. حتى إذا غادروكَ وجدْتَ مكانكَ فيك .. وإن غدروكَ وجدْتَ أمانَك فيك.”
“أحياناً تبدو كلٌ تعيسةٍ مِنا مجردَ ضحيةٍ لحالةٍ من الكذبِ كان من السهلِ فضحُ ركاكَتها إلا أن حاجةً في نفسِ كلِ حمقاءَ فينا قد تغاضتْ عن كلِّ هذا الوضوحِ.”
“وستصعدُ على أكتاف القلبِ آلامٌ كالسحابات الثِّقال.. لا تحاربْها بأقراص السعادة. ولا تناهضْها بإحكام الابتسام .. فهذه الظوالم لا تقبل الهزيمة أبدا.. فاقبلها وتحسَّسْها بانهزام من يعرفُها-ولعلَّك حقا تعرفُها-ثُم.. ولِّ حربَك معها قِبلةَ الله..”