“إن مئات الخطايا الصغيرة التي نرتكبها بسهولة ويسر في المدينة ضد أنفسنا وضد الآخرين تتراكم على قلوبنا وعقولنا ثم تتكثف ضبابا يغشى عيوننا وأقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء. فالمدينة زحام، والزحام فوضى وتنافس وهمجية. ولكنهم في الصحراء قلة، والخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها، ويصبح ضبابها على النفس أشد كثافة وثقلا، بينما تحتاج دروب الحياة في الصحراء إلى بصيرة صافية نفاذة لتجنب أخطارها. إن الفضائل تمنحهم قدرة على الصفاء، فيمتلكون حسا غريزيا مشبعا بالطمأنينة، يضيء في عقل البدوي حين يضيع منه الطريق في رمال الصحراء الساخنة الناعمة فيهتدي في طريقه، وتجعل قلبه يدق له إنذارا بالخطر وهو نائم في ليل الصحراء السحري حينما يقترب من جسده عقرب أو ثعبان.”

“إنّ مئات الخطايا التي نرتكبها بسهولة و يسر في المدينة ضد انفسنا و ضد الأخرين ...تتراكم على عقولنا و قلوبنا ثمّ تتكشف ضباباً يغشي عيوننا و أقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء, فالمدينة زحام و الزحام فوضى و تنافس و همجية و لكنهم في الصحراء قلة و الخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها”

“لعينِك قُزَحيّتان / يدكَ على الذاكرة، / وهذه الطريق التي تبدأ من خط القلب، / إذ أُحس في الفم برهان الصحراء”

“وهو يخاف الإشارات. الصحراء علّمته أن يتيقظ للإشارات. قالت له إنه ليس في الحياة شيء يمكن أن يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو تغفل عنها. "الإشارة هي القدر". هكذا قالت الصحراء.”

“هناك على الدوام شخصًا ما في العالم ينتظر شخصًا آخر، سواء أكان ذلك في وسط الصحراء أم في أعماق المدن الكبرى.”

“لو نظرت من موضع أعلى...لرأيت ضيق الشريط المزروع بالاخضرار، وكيف يلتصق بالنهر في منعطفاته. النهر حبل نجاة ملقى عبر الصحراء، والقرى و المدن تتشبث به في حشد تنظر وراء ظهرها إلى الصحراء الماثلة دوما خلفها، يسترضونها في النهاية بإيداع موتاهم في بطنها”