“العلم حيادي خلقيا, وهو في خدمة حكمة البشر كما في خدمة جنونهم. وهو معرّض غدا كما هو معرّض اليوم كما كان بالأمس، لخطر الانحراف، والتحول لمصلحة الطغيان، أو الجشع أو الاغراق في القدم”
“عالم اوروبي اسمه سومرست موم يقول : إن اوروبا قد نبذت اليوم الهها ، وامنت بإله جديد هو العلم ، ولكن العلم هو كائن متقلب فهو يثبت اليوم مانفاه بالأمس ، وهو ينفي غدا ما اثبته اليوم ، لذلك تجد عبّاده في قلق دائم لايستقرون”
“لقد كانت الدولة والأمة في خدمة هذا الدين ومبادئه الإنسانية، ثم آل هذا الخطاب -كما في الخطاب المبدّل- إلى خطاب يجعل من السلطان إلهاً أو نصف إله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟ يأمر فيطاع، ويقول فتسمع الأمة كلها قوله؟ ويستبد فلا يرد؟ ويقتل فلا يقتص منه؟ ويأخذ ما شاء ويترك ما شاء، ثم لا يكتفي بذلك حتى نصب له مفتياً يوظف الدين في خدمة السلطة وأهوائها، ويضفي الشرعية على كل تجاوزاته، فإذا بالأمة الإسلامية تحذو حذو أوربا المسيحية في عصورها الوسطى، حذو القذة بالقذة، كما جاء في الحديث: ((لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم)). فقام بين ظهراني المسلمين قيصر كما كان لهم قيصر، وبابا يوظف الدين في خدمة الدولة كما كان لهم بابا، وتم تبديل الشريعة بالقوانين الوضعية باسم الدين، وشاع الاستبداد السياسي، وانتهاك حقوق الإنسان باسم طاعة ولي الأمر والسلطان؟”
“سنة الله في الناس التحول، التقدم والتأخر. وهو أمر يلاحظه البشر عن الكون أيضاً. وليس هناك من ثبات إلا في مخيلة الجامدين، المعرضين عن الحقائق والسنن: (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، ولم تعط الآية خيار الثبات ولا البقاء على الشيء كما هو .. وهو ما لاحظه أحد كبار الفلاسفة في عصرنا، يقول: "فالتقدم والتخلف هما الانتقاءان الوحيدان اللذان يواجهان البشر، والمحافظ الخالص يكافح ضد جوهر الكون”
“حكمة اليوم في مذكرتي تقول إن الدعة أقدر من الحدة , كما إن أعظم الدهاء يكون أحياناً في البساطة .”
“صحيح إن العلم يُعني بالحقائق الموضوعية، وإن الدين يُعني بالقيم الروحية، ولكن طلب العلم في ذاته مبني على قيمة روحية هي حب الحق. فطالب العلم طالب حقيقة، ولذلك كان الواجب على رجال العلم ورجال الدين أن يتعاونوا ويتناصروا في خدمة الحق وفي خدمة الفضيلة، فإن تعاونوهم وتناصرهم رفاهية البشر وسعادتهم.”