“لا أَستطيع احتوائي ـ أكاد أَفقدني !”
“لا أريد أن أسمع منك شيئا لا أعذار و لا تبريرات و لا أي شيء آخر اكتفيت !”
“هل سمعتم عن أحد مات انتظارا ..؟ ! أنا لم أسمع ..إذا لا أحد يموت من لوعة الانتظار ..!تَموت كل الأشياء حوله لكنه يَبقى حياً أو هكذا يبدو”
“يَتهمني البَعض بأنني صديقة سَيئة .. صديقة في أوقات الرخاء -سعادتي-فقط .. أُشاركهم الأفراح واحتفظ باحتضاري لِنفسي.. لا أدري لِمَ يُسيء الآخرون فهمي ، و لِمَ يُترجمون تصرفاتي بسوء نيَّة !! لِم يبحثون كثيراً تحت الكلمات .. مللت ..صدقاً مللت ..من كُل شيء مني ..منهم ..من الحياة ..من كل الأشياء المُتحشرجة في صمامات قلبي المُمتلئ بهم ! أنا فقط فاسدة حتى النخاع وأرغب بنقاهةٍ من كل ما حولي .. من الآن فصاعداً أنا سأكون صديقة نفسي فقط !! لا أريد أن أخذل أحداً أَحسَنَ الظن بي .. فأنا فقط من ستحتمل مزاجيتي السيئة .. أنا فقط من ستفهم صمتي .. وأنا فقط من ستتحمل خذلاني ..! أنْ أَصمت عن أحزاني في حضرتهم .. لا يعني أنني لست صديقة جيدة .. أنا فقط لا أُريد أن أُضيف همومي لهمومهم.. و وجعي لأوجاعهم .. كل ما أَفعله هو رِفقاً بهم ! من هذه اللحظة أُعلن أن حُزني سيكون لي لي وحدي فقط !”
“لم أعتد منكَ كل هذا الجفاء ! أصابعك التي كانت تتخَلْلَ خصلات شعري ، باتت خناجر تتربص .. لتغدر بي ! تنغرس في صدري .. تخنقني .. لم ترحمني ذكراك .. لم ترأَف بي .. كل الأشياء بعدك تتآمر عليَّ ! يدوسني غيابك .. يخطو بأقدام فيلٍ هرمٍ فوق قلبي .. و عكازة الأبجدية عشَّشت فيها الشقوق .. حتى تسربت لفسحة الأمل الوحيدة ، المرصوفة على ناصية عمري .. أَفسدتها حتى حولتها لخربة .. لا يَشكنها إنسٌ ولا جآن !! أتعلم ؟ موت سائق الحافلةِ ذاك الصباح أفزعني ، ذلك الرجل الطيب .. أَضاف رعباً إلى رعبي ! إحتجتك وناديتك و ناجيتك ! كنت أطمع بحنانك الذي يحتضن خوفي .. لكنك لم تُجبني .. تردد صدى صوتي في ظلمة الليل حتى ابتلعته الجدران ..!”
“أَنا لا أُشفى مِن ذاكِرَتِيْ .! لا أُشفى أَبَداً ..”