“انقفلتْ دائرةٌ واسعةٌ على المحاصَرين . في اللحظات الأولَى ، ما خاف المحاصَرون من هذه الهجمة ؛ فقد كان المشهد مشوَّشًا من خلف سحب الحريق الكثيفة ومن خلف ما أثارته الأقدام من غبارٍ ، بدا الفرسان وخيلهم للأعين المرهقَة كالكائنات غريبة الشَّكل في أضغاث الأحلام ، أو كما تتبدَّى فجأةً ، وبهدوءٍ ، أعناق النُّوق للبادين في الأعراب تشقُّ ضباب الفجر ، كأنها أرواحٌ هائمةٌ تمرُّ من الصَّحراء .”

محمود توفيق حسين

Explore This Quote Further

Quote by محمود توفيق حسين: “انقفلتْ دائرةٌ واسعةٌ على المحاصَرين . في اللحظات ال… - Image 1

Similar quotes

“قيل إن أحدهم كان عندكَ في الجُنينَة هنا وحده في ليلةٍ شَتويَّةٍ ، فماءتْ قططٌ من قلب بيتك، فتركتَه مسرعًا ، فغَلَبه الفضول وتَبِعكَ .. وذهبتَ إلى خلف بيتكَ ، وحملتَ شيئًا من أعلى النَّافذة المغلقة، و جلستَ ودخلتَ من بابٍ مظلمٍ ضيِّقٍ منخفضٍ ، تستُره شجرة شِيحٍ .. وأنت .. أنت متزوِّجٌ .. لكَ زوجةٌ من تحت الأرض .. يجعل كلامنا خفيفًا عليهم .. في غرفةٍ في سردابٍ .. دخل وراءكَ . ووجدكَ على أرض الغرفة ، تأكل ومعك بناتكَ القطط السَّبع من طَاجِن سمكٍ ، فجعلن يشممنه لمـَّا دخل، ويتمسَّحن فيه، فغِرتَ وأمرتهم بالدُّخول في غرفةٍ أخرَى، أشدّ ظلمةً، لا يظهر في سوادها غير أعينهن الملوَّنة.”


“كان أحيانًا ما يسير في أثناء نومه ، يخرج في هدأة اللَّيل ، مثل شبحٍ عجوزٍ ، فيأخذه المشي أثناء النوم في الغالب حتى المقهَى الذي وقعتْ عنده الحادثة ، يقف ويلوِّح بعصاه حينًا ، وهو يصدر أصواتًا مثل دابَّةٍ تحتضر ، ثمَّ يعود لمأواه وهو يهزُّ عصاه في يده . هذه الحادثة التي لا يذكرها بتاتًا وهو يقظٌ ، ولا يذكِّره أحدٌ بها ، تفرِض نفسها عليه في منامه.”


“‏‏في بعض الأوقات، لم تكن المشكلة حقًا في إفلات أصابع من أحببت، وإن كان لا بد من أن تؤلمنا أصابعنا بشكل ما، كلما كان شعورها صادقًا.. لطالما كانت المشكلة في حصولك على ذكريات لست متأكدًا من صدقها.”


“ ألم تكن غريبة هذه الصداقة بيني و بين هذا الشاب على ما كان بيننا من الأئتلاف و الأختلاف؟ أكانت صداقة خالصة ام كان وراءها أكثر من الود الذي يكون بين الأصدقاء؟”


“يا عزيزي كلنا موتى .. في مكان ما .. منا أو من الآخرين”


“وليس ريب في أن الشرق اليوم في حاجة أشد الحاجة إلى النّهل من ورد الغرب في التفكير وفي الأدب والفن . فقد قطع ما بين حاضر الشرق الإسلامي وماضيه قرون من الجمود والتعصب غشّت على تفكيره السليم القديم بطبقة كثيفة من الجهل وسوء الظن من كل جديد . فلا مفر لمن يريد أن يصهر هذه الطبقة من الاستعانة بأحدث صور التفكير في العالم , ليستطيع من هذه السبيل أن يصل بين الحاضر الحيّ وثروة الماضي وتراثه العظيم”