“في جوف ليلةٍ غبراءَ هجمت عليه أسئلة صوادم: أتراني متُّ يوم عودتي من الإسكندرية، آخر مرة، أو بعدها بقليل؟ فما أنا إلا روحٌ حائرة تُراوح بين المحال، وتتنقل هائمة من دون بدن يثقلها. أم تراني على العكس، صرتُ بدناً توارت عنه الروحُ من بعد فراق نورا.”
“أتراني مت يوم عودتي من الإسكندرية ، آخر مرة ، أو بعدها بقليل ؟ فما أنا إلا روح حائرة تراوح بين المحال ، وتتنقل هائمة من دون بدن يثقلها . أم تراني على العكس ، صرت بدناً توارت عنه الروح من بعد فراق نورا ..وما الحياة غير اقتران الروح بالبدن ، والتناغم السحري بينهما ، فإذا أشرقت الروح بالفرح حيناً ، خف البدن ولمعت العينان وأضاءت الوجه البسمات . وإذا ابتلي البدن بمرض أو عرض ، خبت شعلة الروح فيه وخفتت الشمعة الباطنة المنعكس ضوؤها على قسمات الوجه.”
“وانتظرت رد كتابي أو ورقة من شجر عتابي ، فما زالت تتقطع الساعة من الساعة ويلتقي اليوم باليوم ، ويذهب اللوم إلى العتاب ويجيء العتاب إلى اللوم ، وكتابك على ذلك كأنه مغمى عليه لا هو في يقظة ولا هو في نوم . . . فسبحان من علم آدم الأسماء كلها لينطق بها وعلمك أنت من دون أبنائه وبناته السكوت . . .والسلام عليك في ازلية جفائك التي لا تنتهي .أما أنا فالسلام على يوم ولدت ويوم أموت .!!”
“بينما كُنت أحضر حقائبي وأهمُ بمغادرتك ، بدأت الذكريات تتقافز لتدس نفسها في حقائب الغياب ، تَشد أطراف ثوبي هازئة من إرادتي ، واثقة من حتمية عودتي ! لم يستطع شيء إيقاف أو ردع أحلامي عن المُضيّ قُدماً ! اليوم . . أمر على وَجهك بين ذكرياتي دون طرحٍ للسلام . دون تأنيبٍ للضمير ! دون كَسرة حنين أو حتى فتافيت ندم ، اليوم .. أنا سعيدة أكثر غارقة في قارورة راحة ! اليوم.. التَقيت ال"أنا" التي ودّعتها فيّ منذُ عرفتك !”
“أنا الآن ألقي بعض المحاضرات من أوراق كتبتها منذ أكثر من عشر أو خمس عشرة سنة، وعاما بعد آخر، أنظر في هذه الأوراق وأضيف إليها، وأؤدي منها محاضراتي. المحاضرة التي كنت أؤديها منذ عشر سنين أصبحت الآن عشرًا أو عشرين محاضرة، ولا شيء ينقص بل على العكس يزيد، والفضل –بعد الله- للنظام والتنسيق والترتيب”
“من أنا؟من أنا بعد منفاك في جسديآه منك , ومني , ومن بلدي- من أنا بعد عينين لوزيتين؟أريني غديهكذا يترك العاشقان وداعهمافوضويا كرائحة الياسمين على ليل تموز”