“استعرضي الكتب العربية الجديدة وعندما تجدين في سنة من السنين , أن عدد الكتب التي تتحدث عن المستقبل من المحيط إلى الخليج تجاوز خمسين كتاباً تفاءلي بالخير واعلمي أننا بدأنا نتحرر من شبكة الماضي العنكبوتية , حقيقة لا مجازاً , ومع ذلك فأنا أعلن أن انتظارك سيطول .. ويطول !!”
“وعدد العناوين الجديدة سنويا في أمريكا يزيد عن واحد وخمسين ألف عنوان، والغريب أنها أقل من عدد المنشورات في بريطانيا، ولكن الكمية في أمريكا لا تقارن حجما في سوق بريطانيا، ولا يطمع قارئ أن يرى الكتب الجديدة جميعها تحت سقف مكتبة واحدة, ولكن الكتب الأخرى يمكن الحصول عليها بسهولة، اليوم الكمبيوتر ييسر لك كل كتاب متى عرفت عنوانه أو رقمه الدولي المتسلسل أو اسم مؤلفه وبإمكانك أن تطلبه من أي مكتبة في وقت قصير، ومن المكتبات من تعرض على القراء أن توصل الكتب لبيوتهم، وتقدم لك الكتب بطريقة أنيقة كأنه إهداء”
“لا أحب الكتب الجديدة .. أنها تمنعني من قراءة الكتب القديمة”
“وقد شببت عن هذا الطوق، ومازال ولوعي بالكتب كما كان، ولكنه لم يبق لها شيءٌ من ذلك السحر القديم، فقد استطعت بفضل معاناتي للحياة أن أقي نفسي وأجنبها تلك الفتنة، فأنا أنظر في الكتب، وفي الحياة، بعيني، لا بعين الكاتب أو الشاعر، وأحسُّ بقلبي لا بقلب سواي، وأتلقى وقع الحياة منها لا من إيحاء الكتب”
“صعب عليه أن ينظر لهذه الكتب ويقرّر التخلص منها، كأنه يلقي بأجزاء من نفسه. هذه هي الكتب التي ساهمت في تشكيله، في جعله من هو.”
“لا بد أننا جميعا عشنا في أوقات اكتشفنا فيها أنه من الممتع، بل من المريح أن نحط من أنفسنا. حتى ونحن نقول لأنفسنا إننا لا قيمة لنا مرات ومرات، وكأن التكرار سوف يجعل ذلك حقيقة. فجأة نجد أننا تحررنا من كل تلك القيود الأخلاقية التي تدعونا للاذعان، ومن القلق الخانق لضرورة أن نطيع القواعد والقوانين، ومن الاضطرار إلى أن نكز على أسناننا ونحن نتشوف لأن نكون مثل الآخرين. وعندما يحط الآخرون من شأننا، نصل إلى نفس النتيجة التي نصل إليها عندما نبادر نحن إلى إذلال أنفسنا. ثم نجد أنفسنا في مكان حيث يمكن أن ننغمس بمنتهى الأريحية في وجودنا ورائحتنا وقذارتنا وعاداتنا، المكان الذي يمكن أن نتخلى فيه عن كل أمل في تحسين الذات والتوقف عن محاولة تغذية الأفكار المتفائلة حول البشر الآخرين. هذا المكان شديد الراحة لدرجة أننا لا نستطيع إلا أن نشعر بالامتنان للغضب والأنانية التي أوصلتنا إلى تلك اللحظة من الحرية والعزلة.”