“الرعب الأكبر هو الوحشة ، كما لأونامونو ، حين أفقد الصلة مع الأنت ، كما للإنسان البدائى ، الذى يحب أن يخاطب الأنت . الحوار مع الله ، مع الحبيب ، مع الوهم - هو الهواء و الماء . ماذا أنا؟ مبتورة ، ناقصة ، أبحث عن مكملى فى الأنت . لا أنسى صداعى إلا على صوتك . كيف يكون الصوت موسيقى و رعداً و ريحاً و فحيحاً و جنة و غابات و ادغالاً ، أرى بأذنى و شفتى و احشائى و اطفو على بحار عميقة ساكنة فسيحة و تطلع الشمس حمراء و صفراء ، ينزف دماً على التلال و ذهباً على الأنهار و جسدى ماء و لهيب بصوتك و لذتك و شهوتك . ما أرعب الوحشة إذا انفطع الحوار - معك ، مع الله ، مع الوهم . لا أريد ذلك . و لكن لا أستطيع التنفس بدونه ، قفص ، زنزانة ، و عصفورة لا تغنى إلا اذا أحاطت بها جدرانك العالية الصماء ، و جسدى صراخ كالغناء ، كالموت كالرعب كالتيارات الجارفة . أسمع ضحكاً فى داخلى و لا أستطيع أن أضحك . سأفتح النافذة و أصيح للغيوم الراكضة .”
“إن الأنسان يولد و يعيش و يحيا و يموت فى الأرض و يتلاشى و ينسى أسمه و لكن الهواء الذى دخل إلى رئتيه سيظل باقيا يهب مع النسيم و مع الرياح و ستظل الكلمات التى نطق بها تدور و تدور كالموجات يتردد صداها فى فضاء لا نهائى تملأه الكواكب و النجوم”
“التقبل مرحلة تتخطى القبول .. القبول هو أن تتآلف أرواحنا تلقائيا ، و هي مسأله إلآهية ، و لكن التقبل مسأله أكثر عمقا .و هو أن أرى منك ما يعجبني وأيضا أرى ما لا يعجبني و مع ذلك أرضاه منك و أحب التعايش معك”
“أكثرنا لا يصلي و إنما يقوم و يقعد و يركع و يسجد .... و هذه الحقيقة لا نستطيع أن ننكرها ( مع الأسف ) مع أن المصلي إنما يدخل على الله ملك الملوك و من كل خير عنده و كل أمر بيده و من إن أعطى لم يمنع عطاءه أحد ، و إن حَرَم لم يعط بعده أحد .”
“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”
“و على أن انساك و لكن عبثاً، فى هذا كل النساء كاذبات لأننا لا نترك رجلاً لأننا نريد ذلك و لكن عندما تشتهى الذاكرة نحمله كل خسارتنا و مع ذلك نظل له وحده حتى فى أدق اللحظات الحميمية”