“لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلنى من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمنى من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقنى أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأى لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفى المزايدة، وقصاد الحق لا طالبى السلطان وأنصار الحكمة لا محبى الحكم، وأتوجه الى المستقبل قبل الحاضر، وألتصق بوجدان مصر لا بأعصابها، ولا ألزم برأيى صديقا يرتبط بى، أو حزبا أشارك فى تأسيسه، وحسبى إيمانى بما أكتب، وبضرورة أن أكتب ما أكتب، وبخطر أن لا أكتب ما أكتب .. والله والوطن من وراء القصد.”

فرج فودة

Explore This Quote Further

Quote by فرج فودة: “لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر، ولا… - Image 1

Similar quotes

“أنا مواطن مصرى يندب مصره، حين تنساق بحسن النوايا فى اتجاه حاشا لله أن أسميه مستقبلاً. فما أبعد المستقبل عن دولة دينية لا أحسب أن العصر يتسع لها، أو أن الوطن يُمكن أن يسعها، دون أن تتهدد وحدته، وينهدم ما تعلق به من أهداب الحضارة أو درجاتها.”


“عليهم أن يجاهدوا في نفوسهم هوى السلطة و زينة مقاعد الحكم، و أن يجتهدوا قبل أن يجهدوا الآخرين بحلم لا غناء فيه، و أن يفكروا قبل أن يكفّروا، و أن يواجهوا مشاكل المجتمع بالحل لا بالهجرة، و أن يقتصدوا في دعوى الجاهلية حتى لا تقترن بالجهل، و أن يعلموا أن الإسلام أعز من أن يهينوه بتصور المصادمة مع العصر، و أن الوطن أعز من أن يهدموا وحدته بدعاوى التعصب، و أن المستقبل يصنعه القلم لا السواك، و العمل لا الاعتزال، و العقل لا الدروشة، و المنطق لا الرصاص، و الأهم من ذلك كله أن يدركوا حقيقة غائبة عنهم، و هي أنهم ليسوا وحدهم..جماعة المسلمين”


“لن أكتب عن ضحكاتٍ مبتورة، ولا عن فرحةٍ باهتة، ولا عن انكسار جديد.. لن أكتب عن وطن لا يشبه ذلك الذي رسمناه في كراستنا قديمًا، ولا عن "ناس" لا يشبهون "الناس" في قصص الأطفال، لن أكتب أني أفتقدك، ولا عن أني فقدتني، لن أكتب عن خواء رهيب أشعر به الآن.. لن أكتب عن الحاجة إلى وَنَس.. إلى صدق.. إلى تَفَهُمٍ وتفاهم..لن أكتب عن ضمة لم أذق أبدًا دفئها، عن أمانٍ لا أعرف طعمه ولا معناه..لن أكتب عن كل هذا القبح الذي يحاصرني لأن الفراشات لا تطير من حروفٍ كهذي..”


“السائرون خلفاً، الحاملون سيفاً، المتكبرون صلفاً، المتحدثون خرفاً، القارئون حرفاً، التاركون حرفاً، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة، الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستعداد، الخارجون على القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، لا يغني عن ذلك حوار أو كلام، وإلا فقل على مصر السلام.”


“إن من يهملون في مقارناتهم أحوال العصر وما طرأ على الحياة من اختلاف، إنما يركبون بنا مركبا صعبا إن لم يكن مستحيلا، فليس حلا أن تخرج مجموعة إلى كهوف الصحراء الشرقية أو شعاب اليمن مهاجرة بما تحمل من عقيدة، آخذة بظاهر الأمر لا بجوهره، ظانة أن استعمال السواك، وتكحيل العين، وتجهيل المجتمع، والتسمي بأسماء السلف الصالحين، غاية المراد من تدين العباد، والمؤكد أن هذا ليس حلا، بل هو مصادمة بين الإسلام وأحوال العصر، لا مبرر لها إلا حسن النية وقصور الفهم في ذات الوقت، ولعلي أتساءل ويتساءل القارئ معي، هل هذا أجدى للإسلام والمسلمين، أم الأجدى أن نحلل على مهل أحوال عالمنا المعاصر، وأن نحاول جاهدين أن نقبل ما في المجتمع من أمور لم يكن لها في الصدر الأول للإسلام نظير أو مصدر للقياس، و أن نحاول وضع قواعد جديدة لمجتمع جديد، لا تهمل روح العصر ومتغيراته، وتقر في ذات الوقت حقيقة مؤكدة، وهي أننا نتعامل مع بشر، في مجتمع كان وسيظل الخطأ الإنساني جزءا من تكونه، والضعف البشري مكونا من مكوناته، وأن الأمر بدءا وانتهاء، يكون بالقدوة والموعظة الحسنة، والإرشاد إلى سواء السبيل بعقول متفتحة، وليس بالقهر والعنف وتجاهل الحقائق.”


“حينما أقوم بكتابة عمل ما، أشعر بأن مثل هذا العمل له حدوده وفضائه، وحتى لا أقبع داخلهما محصورا بحدودهما فأنا عادة ما أقرأ كتبا لا علاقة لها بما أكتب، حتى يظل خيالي خصبا، وحتى تتفجر داخلي إشكاليات ربما لا يمكن أن أتوصل إليها إن ظللت داخل نطاق الموضوع الذي أكتب عنه وحسب”