“بعض اللقاءات لا نحصل عليها إلا بالهروب منها وكثير من الأمنيات لا تتحقق إلا بإسقاطها من حساباتنا”
“، أي إهانة وذل حين نذوق الظلم على يد من كنا نقول أنهم أشقائنا؟ أبناء أوروبا الغرباء يأتون إلى بلادهم فيفعلون الموبقات ولا يسألهم أحد عن شيء فقط لأنهم يحملون كرامة بلادهم التي جاءوا منها، فكونك بريطانيا أو فرنسيا أو أمريكيا هذا يعنى أنك أنت الدولة نفسها ومن يمسّك بسوء فقد مسّ دولتك وأساء لها، وهذا ممنوع وله عقاب، لذلك كانت كرامتهم محفوظة وجانبهم مهاب، ونحن الإخوة في العروبة والإسلام لا ندخل بلادهم إلا بالكفيل، وإن اعترضت على الظلم عاملوك كالعبد الآبق الهارب!”
“ليست القضية أن نثق بالآخرين ولكن أن نثق بأنفسنا نحن. فنحن محرومون من تفعيل إنسانيتنا وننتظر أن يشير لنا الآخرون على مخبأ ضمائرنا. يجب أن نثق بأنفسنا سواء كنا في المسجد أو الحانة لأن الطهر والنقاء لا تمنحه الأماكن ولا الناس إنما يكمن بداخلنا. لو امتلكنا النقاء ووثقنا بأنفسنا سنصنع كل ما كنا نحسبه بعيد المنال. ليست الميزة أن نحصل علي أفراد صادقين مخلصين ولكن الميزة والفخر أن نفعّل ضمائرنا ونصنع من الخبث الصدق ومن الأشرار أخياراً، أن نحيل الخرائب إلى بساتين ونجعل من الأعداء أصدقاء مخلصين، أن نعتصر من الهزيمة نصراً وأن نخرج من الخيبة بإرادة وعزيمة، هذا هو الفخر الحقيقي”
“لا بأس .. يكفي أن أكون ببستان ترعاه يد أمي حتى لو كنت زهرة من الدرجة الثانية”
“لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلال التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا”
“هكذا كان حالي مع علياء على مدار سبع سنوات، تعود بطعم الحب! دائماً ما كانت تبهرني بقراءة أفكاري وتأسرني بتفانيها في إرضائي، لم تستطع أن تعرف أهم ما يميز العاشقين العقلاء وهو أننا لا نحتاج إلى دائرة تحتوينا ولا إلي نسخة أخرى منا! لماذا لا نكون دوائر بينها تماس ولكنها تبقي مستقلة؟ لماذا لا يكون لكل من المحبين عالمه المستقل وشخصه المنفرد الذي يعشقنا به؟ التلاشي والتماهي يسحقان الحب سحقاً فنصير أنانيون نحب أنفسنا ونظن أننا نحب من يرتبط بنا، نحب أنه يلبي رغباتنا ويشبع توقعاتنا ويحقق فينا تصور التسيد والتملك”
“أي حوار بين زميل وزميلة يكون الحوار فيها هادئاً والعيون متواصلة، فوراً تنهال توقعات الآخرين بأنها قصة حب تبدأ أو علاقة آثمة تنسج خيوطها. لازلنا في أوطاننا العربية لا نقنع بتلك الصداقة التي يمكن أن تجمع بين رجل وامرأة بعيداً عن حبائل الشيطان حتى لو كنا وسط العشرات ودون شبهة خلوة. ويزيد من هذا الواقع قبح الممارسة وتبييت النوايا السريرية عند الرجال، فقد يلتقي أحدهم زميلته ليحدثها عن ضرورة الحجاب والتزام الأخلاق ثم يعود لبيته يتخيلها رفيقة فراشه ليمارس معها عاداته السرية. صرنا مجتمعات منافقة تقول ما لا تعمل وتفعل كل ما تنهي عنه، تسب الغرب المنحل وتتمنى في الوقت ذاته أن تتاح له فرصة لتجربة كل قبائحه شريطةً أن تكون في السر. لا فضل لنا على الغرب حين نمتنع عن قبائحه فقط لأننا لا نستطيع ممارستها فى العلن. الفضيلة الحق أن نترك ما نستطيع فعله لو أردنا ،لا أن نتنزه عما لا قدرة لنا عليه أصلاً.”