“لو نظرت من موضع أعلى...لرأيت ضيق الشريط المزروع بالاخضرار، وكيف يلتصق بالنهر في منعطفاته. النهر حبل نجاة ملقى عبر الصحراء، والقرى و المدن تتشبث به في حشد تنظر وراء ظهرها إلى الصحراء الماثلة دوما خلفها، يسترضونها في النهاية بإيداع موتاهم في بطنها”
“النهر حبل نجاة ملقي عبر الصحراء، والقرى والمدن تتشبث به فى حشد تنظر وراء ظهرها إلى الصحراء الماثلة دوما خلفها، يسترضونها فى النهاية بإيداع موتاهم فى بطنها.”
“هناك على الدوام شخصًا ما في العالم ينتظر شخصًا آخر، سواء أكان ذلك في وسط الصحراء أم في أعماق المدن الكبرى.”
“سنرحل إلى الصحراء معاً، سنولد هناك أيضاً من جديد معاً ، و في هذا البعث لن افرّط فيك ، ستكون لي .”
“كان النيل نهرا من أغرب أنهار الدنيا...ينحدر من تلال أفريقيا البعيدة، مهيبا كملك، لا يأبه بالغابات الكثيفة، ولا بحرقة الصحراء الممتدة...ويمضي متفردا مثل شاعر حزين وسط مجاهل الصحراء...لا يهدأ ولا يأخذ سمة الوقار و العبوس إلا عندما يلمح رؤوس النخيل في جنوبي وادي مصر، أقدم نخيل عرفه بشر، يقف مزهوا على ضفاف النهر منذ آماد بعيدة، غرسه الفراعنة و شذبه الأقباط و أكل من بلحه جنود الرومان و عرف الفاتحون العرب أسرار فسائله فنشروها...ترتفع القواديس إلى أعلى حاملة دفقات سحرية من مياه النهر، ثم تلقي بها إلى القنوات التي تتفرع و تتفرع على وجه الأرض كشرايين الجسد، في وقت الفيضان تكون حمراء كالدم، و الأرض سوداء كالمسك، والزرع أخضر كالياقوت، و القمح اصفر كأحجار اليشب...و يصعد النخل كأذرع الآلهة القديمة، جذوره في رطوبة الطمي، بينما رأسه في وهج السماء...وتنفرط عقود الحمائم كي تملأ عيونها من مشهد المياه الزمردية قبل أن تؤوب إلى أعشاشها في كل مساء"،”
“إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال و الأحجام في عينه, و تكون نظرته إلى ما دونه أوسع مدى و أرحل أفقاًو هو هو لم يتغيركذلك إرتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي و الكمال الخلقيإنه يغير كثيراً من أفكاره و أحاسيسهو يبدل أحكامه على كثير من الأشخاص و الأشياءو المرء في طور الصبا غيره في طور الرجوله, و هو في طور الشباب غيره في طور الكهولهو نحن نسطيع أن نصنع من انفسنا مُثلاً رائعه إذا أردناو سبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا و مشاعرنا, كما تجدد الرقعه من الصحراء إذا انضاف إليها مقدار ضخم من المصبات و المياهإننا نتحول أشخاصاً آخرين كما تتحول هذه الصحراء القاحله روضة غنّاء”