“ونَحنُ، سنهرب من زَمَنٍ لم نُهيّئ لَهُ، بَعْدُ، هاجسنا سَنَمضى إلى وَطن الطّير سربًا من الْبشر السّابقين نطلّ على أَرضنا منْ حصى أرضنا، من ثُقوب الغيوم نطلّ على أَرْضنا، منْ كلام النّجوم نُطلّ على أرضنا منْ هَواء البُحيْرات، من زغب الذّرة الهشّ، من زهرة القَبْر، من ورق الحوْرِ، من كُلّ شيء يحاصرُكم، أيّها البيض، موتى يموتون، موتى يعيشون، موتى يَعودونَ، موتى يبوحون بالسّرّ، فلتمهلوا الأرض حتى تقول الحقيقة، كلّ الحقيقة، عنكم وعنّا .. وعنّا وعنكم!”
“فالناس من هول الحياة موتى على قيد الحياة”
“كأنهم موتى نهضوا من قبورهم فى نزهة مضيئة”
“وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر ..بدروبها من ألف جيلولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت ..فالناس من هول الحياة ..موتى على قيد الحياة !”
“يا عزيزي كلنا موتى .. في مكان ما .. منا أو من الآخرين”
“ما أدراك أننا لسنا موتى ؟؟ ما أدراك أن كل الذين يجلسون حولك ليسو موتى .؟؟ المصريون الأحياء اختفو منذ زمن بعيد , ولم يعودو قادرين على بناء المعابد أو زراعة الوادى أو اقامة الجسور ...نحن جميعا متجمدون وموتى من دون سبب ظاهرانا عشقت”