“لم أفصح له أبدا عن مكانته في نفسي. اعتدت الحجب والمداراة بادعاء ندّين زميلين، أو بالمزاح والمناقرة. نلتقي فنضحك بصوت مجلجل، نتبادل أقنعة المسخرة ونلعب، وللحظة يلتبس الأمر علينا فلا نعرف أيهما الأصل وأيهما القناع. نسخر ونهرج فتعلو قهقاتنا كالمجانين، نتهكّم ونلعب بالدنيا والكلام، أو يكون شارداً معطوب المزاج فأتحمله، أو لا أتحمله فنتشاجر، نشتبك بالصوت العالي ونفترق فجأة، أتركه أو يتركني في منتصف الجملة و الطريق، فيرتاح كل منا ويريح.تمُر الشهور ثم نعود نلتقي”
“ها نحن نتباعد عن بعضنا أكثر فأكثر كل يوم وكأننا شظايا تتناثر في الفضاء ، ويعجز الواحد منا أن يسمع الآخر أو يوصل إليه رأيا أو يلقي له أذنا أو يفتح له قلبه !”
“لأن "ثوريي" السياسة والكتابة في العصر العربي الذي نعيشه يفترضون أن الجدية تتمثل بالكلمات الفخمة ذات الرنين العالي،والشعارات الكبيرة،و أيضا بالبطل الإيجابي الذي ينتصر على كل أعدائه،والذي لا يعرف الخوف أو الإبتسام،فقد اتخذتُ موقفاً معاكساً منذ وقت مبكر:أن أحب أشياء كثيرة لا يحبها "الثوريون"،أو يتظاهرون أنهم لا يحبونها.أحببت القراءة لدرجة الإدمان.أحببت الموسيقى لدرجة إفساد الآخرين.أحببت المسرح لدرجةٍ أفضله على الإجتماع الحزبي.أحببت الوردة والورقة الخضراء و الشكل الجميل،وهكذا وجدت نفسي،و منذ وقت مبكر،متورطاً في أشياء لا يحبها "الثوريون"!لم يكن هذا الموقف رغبة في المشاكسة،وإنما لتقديري أن الأشياء مترابطة متداخلة،وأيضا مشتبكة و متشابكة،بحيث لا يمكن فصلها عن بعضها،أو لا يمكن أخذها مجزأة.فالثوري،سياسياً أو كاتباً،إذا لم يستطع اكتشاف الصوت الجميل،أو اللحظة البراقة؛إذا لم ير في الحياة هذا الطيف الهائل من التنوع و الغنى و التداخل لا يمكن أن يكون سياسياً جيداً أو كاتباً جيداً.”
“أو نلتقي بعد الوفاء .. كأنناغرباء لم نحفظ عهودا بيننا ؟! يا من وهبتك كل شئ إننيمازلت بالعهدِ المقدسِ .. مؤمنافإذا انتهت أيامنا فتذكري أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا”
“الاسلام منهج حياة ؛ و لا يمكن أن يكون له نصف حياة ، أو أن يُسجن في صومعة ..”
“عدم الدقة في المفاهيم ، كثيرا ما يقودنا إلى رفض لا أساس له ، أو قبول لا إمعان فيه . ومن ثم نجد أنفسنا واقعين إما في دائرة التعسف ، أو في حبائل الدجل . وحتى ننجو من هذا وذاك ، ونقف في الموضع الأفضل ، لا بأس علينا من بعض المراجعة.”