“حجبت الحكاية المفضلة عن الكتائب والقوات اللبنانية التي ذبحت بالوكالة عن إسرائيل. قلت: طفلان ضغيران دون الثامنة لماذا ألوث خيالهما بصور الدم، وتعقيدات العلاقة بين قوات غازية يساندها محليون، ومقاومة يتشدد بها بعض أهل البلد ويسعى البعض الآخر للقضاء عليها؟”
“لمَ لم أحمل ابني و ابنتي و أنجو بهما بعيداً عن هذا المكان الذي صار يقول لنا ضمناً: اتركوا البلد، أنتم غرباء.هل قلت ضمناً؟ خطأ.يقولونها صراحةً و كل يوم. رأيت بعيني العبارة مكتوبة على الجدران”
“هل قلت لم اتعود ؟؟اتراجع عن الكلام , تعوَدت ، لا احد يستعصى على ترويض الزمان رضوى عاشور”
“لماذا بقى الصوت حاضراً إلى هذا الحد؟ لماذا تصون الذاكرة أشياء دون أشياء.”
“أتمتم لنفسي: الله يرحمك يا أمي، لو مد الله في عمرك لعرفت زمناً آخر، يُلَقنك التآلف مع مدن بعيدة تفصلك عنها آلاف الكيلومترات، تتعثرين في نطق أسمائها و تتعلقين بها لأن الأولاد هناك. هل قلت لم أتعوَّد؟ أتراجع عن الكلام. تعودت، لا أحد يستعصي على ترويض الزمان.”
“أغلب نساء المخيم يحملن مفاتيح دورهن تماماً كما كانت تفعل أمي. البعض كان يريه لي وهو يحكي عن القرية التي جاء منها. وأحياناً كنت ألمح طرف الحبل الذي يحيط بالرقبة وإن لم أر المفتاح, وأحياناً لا ألمحه ولا تشير إليه السيدة ولكنني أعرف أنه هناك, تحت الثوب.”
“لم يحجب خفوت ضوء الغسق عن سليمة وجه سعد.. لم تفهم اختلاجه ولا اجتماع الصفاء والكدر على صفحته المرتعشة بحزن عميق أحسته وإن لم تحط به. ولما رأت تلك الدمعة التي انحدرت من طرف العين خلسة مدت يدها إلى يده وأمسكت بها”