“والإسلام - كما هو ظاهر في كتاب الله وسنة رسوله- ينظر إلى الإنسان على أنه لا يتجزأ،فالتشريع له في الدنيا والجزاء له في الأخرى،لا يفصل بين روحه وجسده.وكما أن الماء بخصائصه المعروفة يتكون من عنصرين اقنين،ولا يسمى أحدهما وحده ماء،كذلك الإنسان، هو إنسان بروحه وجسمه معاًيستقبل التكليف بهما، ويتحمل الجزاء بهما.”
“لأصل للفن أنه وجدان مفتوح على الكون، إنه قلب اتسعت أقطاره لترى ما في الدنيا مما صنع الله فيها من جمال."من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها "وهناك أناس اتصلوا بالدين من جانب ضيق فيه، وأحبوا ويحبون أن يكون الدين كآبة، ويحبون أن تكون نظرتهم له نظرة فيها ضراء وبأساء، وهذا مرفوض، فإن الله (سبحانه وتعالى) لما شرح لنا علاقة الخلق به لم يشرحها على هذا النحو، بل قال: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون" (الأعراف: 32)، أي هي لهم في الدنيا يشاركهم فيها غيرهم من الكفار، ولكنها تخلص لهم وحدهم يوم القيامة، وبين أن الذي حرمه معروف "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" (الأعراف: 33).من غير شك، الفنون ينبغي أن يكون لها مجال في حياتنا، وألفت النظر إلى أن الإباحة هي الأصل في الكون "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" (البقرة: 29). أنا أرى أنه من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها، أنا أحولها إلى ما يخدم مبادئي وأهدافي.”
“والواقع أنه ليس في العالم الآن كتاب تصح نسبته إلى الله وتتقدم الدعوى به محفوظة بآلاف الأدلة وتسطع حقيقته في الأذهان سطوع الضحوةالكبرى في الأبصار إلا هذا القرآن الكريم.. إنه وحده صوت السماء ووديعة الملأ الأعلى وكلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”
“ونحن نؤكد مرة ومرتين أنه ليس لروايات الآحاد أن تشغب على المحفوظ من كتاب الله وسنة رسوله، أو أن تعرض حقائق الدين للتهم والريب”
“إن الظالم لنفسه كالظالم لغيره، كلاهما حرب على الحق و الكرامة، فلا مكان له في دين الله، و لا منزلة له في هذه الدنيا”
“ان ما ترون في شئوننا ليس ما انزل الله من كتاب ، و لا ما قدم رسوله من اسوه ، ان ما ترون هو عوج امه نسيت ما لديها و مضت مع هواها ..”
“إن أمراض التدين تقع بين المتدينين لا ينجو منها إلا من عصم الله، وأمراض التدين تكون ناشئة عن حب الجدل واتباع الهوى أو الانقياد إلى شهوة من الشهوات، فتجعل الإنسان يحكم هواه في هدى الله فيفهمه فهما رديئا، وطبعا الاختلافات ليست متساوية، فهناك اختلافات في الأحكام التي تكون على هامش العقيدة، وهناك اختلاف في الأحكام التي تكون فرعية، ليست لدى المسلمين اختلافات عقائدية -كما تسمى الآن- فكلهم يؤمن بالله الواحد وبرسالة محمد وبلقاء الله وبالأركان الخمسة، فلا أظن أن أحدا من هؤلاء يكون فرقة في النار باختلافه فيما وراء هذا، إنما النية تدخل بيقين في الحكم على الإنسان، فإن الجدل يمزق ما بين الأصدقاء فكيف ما بين العوام؟ الجدل الذي لا معنى له،وفي الحديث "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"، ورأيت بنفسي أن بعض الأصدقاء يتجادلون فيفسد الجدل ما كان بينهم، والمقصود أن كلا منهم يشبع رغبته في أن ينتصر ويغالب الآخرين، فإذا دخل هذا في دين الله فإنه يفسده".”