“بدا وزير الداخلية يريد أن يقنعنا بالتخلي عن فكرة التنحي ، كان كلامي له واضحا ، وهو أن هذه الثورة بلا قائد وأنها كالحصان الهائج ، والذي إن حاول أحدهم الصعود على ظهره لترويضه بما يريد فسيطرح الحصان هذا الفارس أرضا ويدوس عليه بالأقدام”
“والواقع أن الإنسان الذي يريد أن يتأمل مواجهةً مجد الله على الأرض، لا بد له من أن يتأمل هذا المجد في الوحدة.”
“إن الإسلام لا يريد من المؤمنين أن يدعوا أمر الدنيا . فهم خلقوا للخلافة في هذه الدنيا . ولكنه يريد منهم أن يتجهوا إلى الله في أمرها ؛ وألا يضيقوا من آفاقهم , فيجعلوا من الدنيا سوراً يحصرهم فيها . . إنه يريد أن يطلق " الإنسان " من أسوار هذه الأرض الصغيرة ؛ فيعمل فيها وهو أكبر منها , ويزاول الخلافة وهو متصل بالأفق الأعلى . . ومن ثم تبدو الاهتمامات القاصرة على هذه الأرض ضئيلة هزيلة وحدها حين ينظر إليها الإنسان من قمة التصور الإسلامي . .”
“عجباً !! إن الإنسان ليضيع عمره وهو مستسلم عاجز ، ثم يكتشف فجأة أن وسيلته للوصول إلى ما يرجوه في متناول يده ، وأنه ليس عليه إلا أن يكف عن الاستسلام والانتظار ويمد يده ليأخذ ما يريد .”
“فالفنان أو الأديب يبتكر وهو يريد أن يقلد...والفنان الذي لم يستقبل شخصيته بعد، يقلد وهو يريد أن يبتكر”
“درسني هذا الأستاذ، وكان فنانًا تشكيليًا معروفًا سنة واحدة فقط. خلال هذه السنة نجح في أن يزرع في نفسي الثقة التي كنت فقدتها في قدرتي على الرسم. كان يقول لطلاب في العاشرة أو نحوها، إنه لا يريد منهم أن يرسموا ما يرونه أمامهم، ولكن يريد منهم أن يعبروا عما يثيره هذا الشيء في نفوسهم. كان يقول إن فن الرسم لا علاقة له من قريب أو بعيد، بالتصوير وعدسات الكاميرا، ولكنه وثيق الصلة بالمشاعر والأحاسيس، يا ألله! كم بدت هذه المفاهيم تقدمية ثورية أيامها، وأحسبها لا تزال تقدمية ثورية في هذه الأيام”