“اللهم إن تحت كل شجرة من أشجار الغوطة جثة شهيد مات دفاعًا عن هذه الأرض الطاهرة التي سُقِيَت بالدم ، ثم إنّها لم تَخلُص لأهلها ولم تنْجُ من الغاصب الدخيل . اللهم كما جعلت دمشق درّة الكون ومنحتها ما لم تمنح بلدًا، أكملعليها نعمتك وهَب لها الحريّة والمجد”
“لم تعطني يا رب ما أشتهي كما أشتهيه ولا بمقدار مني، وجعلت حظي من آمالي الواسعة كالمصباح في مطلعه من النجوم التي لا عدد لها، ولكن سبحانك اللهم لك الحمد بقدر ما لم تعط وما أعطيت، لك الحمد أن هديتني إلى الحكمة وجعلتني أرى أن نور المصباح الضئيل الذي يضيء جوانب بيتي هو أكثر نوراًً في داخل البيت من كل النجوم التي ترى على السطح وإن ملأت الفضاء”
“((اللهم أجعل دمى لعنة عليه الى يوم القيامة .. اللهم انى على دينك , وفى سبيلك , وأموت عليه .. اللهم هذا الطاغوت تكبر وتجبر .. اللهم رحمتك وجنتك يا أرحم الراحمين .. وانا لله وانا اليه راجعون))لقد كان يرحمه الله طويلا وشاحبا .. يتساند على جلاديه .. لم يكن خائفا .. وانما كان مريضا .. لم يكن خائرا , وانما كان شيخا.. لم يكن ثقيل الخطى .. وانما كان علما وقرأنا .. لم يكن بشرا ..لقد كان جبلا من الايمان والصبر والياقين .. بحثت عن يدى ألطم بهما خدى .. لم أجدهما .. ما الذى أنتابنى ؟ ما الذى أصابنى فأرى سيد قطب العالم الجليل والشهيد الكريم، صديقى فى حب الاستاذ العقاد والاعجاب به، أحد الانوار الكاشفة للايمان والغضب النبيل من أجل الله وفى سبيله ؟ .. هل هو فرن ذلك الذى وقفنا فيه ؟ .. فكل شىء لونه أحمر .. الجدران ..الأرض .. الوجوه الجامدة .. هل أنفتتحت جهنم جديدة: حمراء باردة .. هل حمراء ملتهبة ولكن الأعصاب هربت .. نزعوها جعلوها حبالا يتدلى منها سيد قطب ؟! هل هو عندما دخل .. نزل .. مشى .. سحب أرواحنا فأصبحنا أشباحًا .. موتى وهو الحي الحقيقي .. هل هذا الجسم الهزيل الشاحب قد جمع كل قواه وقوانا وحشدها في حنجرته فزلزل بها المكان: لا إله إلا الله .. والله أكبر .. ولا حول ولاقوة إلا بالله .. لبيك اللهم لبيك .. اللهم إن الموت حق .. وإنك أنت الحق .. لبيك اللهم لبيك ..”
“اللهم أرح هذه الروح من هذا الجسد”
“لم أَذكرك اليَوم ، نفذت وعدي ، وسار كل شيءٍ كما خططت تماماً .. الغريب في الأَمر ، أَن شيئاً ما يشُّدني لهذه الزاوية من الكون ، التي تعبق برائِحةِ رسائلي المُوجلة ، تلك الرسائل التي لن تصلكَ أَبداً ! -”
“اللهم يا أحكم الأحكمين ويا أعلم العالمين. يا من خلقت الكون للأبرار ووضعت له سنته، ولكل باحث جعلت فيه ما جعلت من الغرائب والأسرار. أسألك بكل اسم هو لك أن تمنحني الحكمة لكي أفرق بين الباطل والحق، والشجاعة لكي أقول كلمة الحق، والقوة لكي أعين نفسي وكل من سار على الحق”