“وجدت بالطبع دائماً اولئك القلائل من المتمردين الذين يحلمون بالحرية, وهؤلاء غالباً ما كان يتكفل بهم العامة انفسهم قبل ان اتكفل بهم انا يكشفون مؤامراتهم ويفرحون بسقوطهم لأن اولئك الحالمين يريدون ان يسلبوا من العامة نعمة الطمأنينة فى الخوف”
“ليس ثمة موتى غير اولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, ان نشيّع موت من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر انهم ما عادوا هنا. بامكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب, ان نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير, مفجعة كحادثة غريق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلّص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة ان نلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.”
“و زد على ذلك اكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين و هد بدعة الياس من انفسهم و من دينهم, و ظنهم ان فساد العامة لا دواء له, و ان ما نزل بهم من ضر لا كاشف له, و انه لا يمر عليهم يوم الا و الثانى شر منه. مرض سرى فى انفسهم و علة تمكنت من قلوبهم, لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم و سنة نبيهم, و تعلقهم بما لم يصح من الاخبار او خطئهم فى فهم ما صح منها, و تلك علة من اشد العلل فتكا بالأرواح و العقول و كفى فى شناعتها قول جل شانه(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”
“انه ليس اضل من اولئك الذين يتخيلون ان الخير قابل للوجود بغير وجود الشر معه,لان الخير و الشر ضدان يستلزم وجود احدهماوجود الاخر." Chrisppus”
“ان هداية الاخرين الى الله عمل رائ.ولكن هذه الهداية تستوجب هداية النفس اولا الى الله.ولو هدى المسلمون انفسهم الى الله, لهدى الله بهم من يشاء من عباده.”
“كان المماليك قد اكتشفوا و استفادوا من صفة اساسية في تحركات شعبنا, هي الانفعالية و انعدام التنظيم الذي يتابع المقاومة .. لذلك كان اجتهادهم دائما, هو صرف الجماهير المنفعلة و "تبريد" القضية. فاذا ما انصرفت الجماهير, صعب - ان لم نقل استحال - تحريكها مرة اخرى. لذلك كان القصاص الرادع هو ما تنزله العامة قبل ان تبرد القضية”