“و كان العرب القدامي يظنون، إن صدقاً أو كذباً، أن العبقرية العربية تعبر عن نفسها بشكل كامل من خلال الشعر، و بخاصة الغنائي منه. لذا لم يكن من قبيل الصدفة أن المقاومة الفلسطينية قد اتجهت للشعر لتأكيد هويتها العربية.”
“إن العرب ليظلون يتحدثون بضجيج و إدعاء عن أمجادهم و انتصاراتهم الخطابية حتى ليذهبون يحسبون أن ما قالوه قد فعلوه ، و أنه لم يبق شيئا عظيم أو جيد لم يفعلوه لكي يفعلوه .. إن من آصل و أرسخ و أشهر مواهبم أن يعتقدوا أنهم قد فعلوا الشيء لأنهم قد تحدثوا عنه.”
“ما زلنا تحت الحد الأدنى المتوقع من العرب، المطلوب من الدول العربية موقفا للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وللإستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية المحقة”
“و إن العقل يقرر أن الكون يتألف من محاور ثابتة لا تتبدل و لا تتغير، و من مظاهر أو نسج متبدلة متطورة، و لا بد أن يقابل الثابت من حقائق الكون بثابت من النظم و المبادئ، و أن يقابل المتطور منه بمتطور من تلك النظم نفسها.”
“كان يكفي أن تؤنث المأساة، و تضاف إليها توابل الإسلام و الإرهاب و التقاليد العربية لتكون قد خطت خطواتها الأولى نحو الشهرة.”
“رابعة تلك الملاحظات أن الإيرانيين لم يكونوا على استيعاب كاف لتطورات الوضع العربي ، التي هي في مجملها أقرب إلى السلب منه إلى الإيجاب ، ذلك أنه حتى قرب نهاية الستينات كانت للجماهير العربية قيادة متمثلة في جمال عبد الناصر . و كانت قيم النضال ضد الاستعمار و الثورة لاستخلاص الحقوق مما تبناه الشارع العربي و وقف وراءه . كان للجماهير العربية حضور ، فضلا عن أنه كانت ثمة قيادة تعبر عن ضمير تلك الجماهير و طموحتها . ابتداء من السبعينات تغيرت تلك الصورة ، غاب الرمز و غاب دور الشارع . و ظهرت خريطة من القيم السلبية الجديدة في الواقع العربي ، تتبنى الإنحياز إلى المعسكر الغبي من ناحية ، و ترفع شعارات الإقليمية و التجزئة من ناحية أخرى . و بدأت في العالم العربي مرحلة "الأنظمة" التي تعاظم دورها على حساب دور الشارع و الجماهير . هذه الظروف في مجموعها كان لها تأثيرها الضروري على القيادة الفلسطنينة . كان لابد لتلك القيادة أن تتعامل مع الواقع العربي بمتغيراته السلبية ، إذ لم تكن في موقف يسمح لها لا بتحدي هذا الواقع و لا بتغييره . و هذا ما لم تدركه القيادة الإيرانية ، و حاسبت الفلسطينيين من منطلق خاطيء تماما ، منفصل عن تلك المتغيرات في الواقع العربي .”