“ على سيبل المثال مفهومنا للتقدم وللديمقراطية, بل ما صورة الإنسان العربي في المستقبل, وما رؤيتنا للتاريخ, كل هذه القضايا أٌسقطت من الحسبان وأصبحنا نتابع الأحداث اليومية دون رؤية كلية, إن الأحداث اليومية يضيع معانها الحقيقي بسبب هذا الإستغراق في البعد المباشر للحدث".”
“والمعمار هو الشكل الجمالي الذي يعيش فيه الإنسان حياته اليومية، وهو أيضا انتصار للإنساني المركب على المادي المباشر.”
“فإن العربية الفصحى وحدها هي القادرة على الأفصاح الكامل للواقع العربي، فهي لغة تمتد جذورها في الماضي، و تمتد فروعها في المستقبل. و لعل هذا هو السبب في أن قوى الرجعية في العالم العربي و قوى الهيمنة خارجه، و التي يهمها الحفاظ علي وضع التجزئة، تبذل قصارى جهدها لدراسة العامية العربية المختلفة، و تعتمد المبالغ الطائلة لوضع معاجم و قواعد لها، و تشجيع على استخدامها.”
“..وقد أخبرني مره أن النسيان ( وليس التذكر) هو الذي يصنع المثقف والعمل الذي كان يعنيه أن المثقف الحقيقي لا يتذكر التفاصيل دون إطار ودون رؤية كلية، وأن الرؤية الكلية بالضرورة تعني استبعاد (نسيان ) بعض التفاصيل”
“وأصبح عقل العلوم الإنسانية العربية في أذنيها - تنقل آخر ما تسمع بأمانة وموضوعية تبعثان على الضحك . ولهذا فقد الإنسان العربي الحديث القدرة على تسمية الأشياء ، ومن لا يسمي الأشياء يفقد السيطرة على الواقع والمقدرة على التعامل معه بكفاءة .”
“الإنسان الذي لا يحلم لا يغير ويعيش في حالة اكتئاب, خاصة أن كل ما في حياتنا الآن يدعو للاكتئاب.”
“ولعل انتشار العنف والإنتحار وشرب الكحول وإدمان المخدرات في البلاد المتقدمة تعبير عن إحتجاج الإنسان على هذا التنميط الذي يقضي على عالمه الجواني تماما وعلى حريته. بل لعل انتشار الإباحية في واقع الأمر إحتجاج على عملية التنميط، فآليات الإشباع الجنسي متاحة بشكل مذهل في المجتمعات الغربية، ومع هذا تتزايد الأفلام والكتب والمجلات الإباحية. فالإنسان التي تقمع حريته تماما يهرب من عالم التنميط إلى عالم فردوسي خالٍ تماما من أي حدود، عالم لا يماثل عالمه المتجانس المحكوم المضبوط، عالم من الفوضى الكاملة يحميه من عالم التنميط والضبط الكامل والواحدية المادية.”