“يبدأ الإنسان طفولته بطرح أعظم الأسئلة وأهمها عن ماهية وجوده وسبب وجود العالم والحياة والموت وغيرها من الأسئلة التى احتار فى بحثها الفلاسفة ولا يزالون.وبينما يظل الفيلسوف يجرى بعقله محاولاً الإجابة على سؤال "لماذا" فإن باقى البشر سرعان ما ينسون تلك القضايا المعضلة التى كانت تلح على نفوسهم وهى لا تزال على فطرتها ونقائها، والسبب أن الجسد شغل النفس بفتوته وغرائزه وبدلاً من أن تستمر النفس فى التفكير فى الفلسفة العليا يأخذها الجسد شيئاً فشيئاً إلى الانكفاء على العالم المادى بما يعنيه من شهوات وطموحات تهدف كلها إلى تحقيق أكبر قسط من اللذة المادية والمتعة الحسية.. حتى إذا ضعف الجسد ووهن منه العظم واشتعل الرأس شيباً كانت النفس قد تم تسييسها بالطواف حول متع الدنيا، وبدلاً من أن تعود النفس إلى براءتها الأولى وفطرتها السامية فإن ضعف الجسد يدفعها للتباكى على أطلال الماضى والشباب الذى ولى والذى لن يعود والصحة التى ارتحلت إلى غير رجعة..”