“هل نستغرب بعد هذا أن المتكلمين بلسان هذه الطبقة يضعون رأس المال فى أعلى سلم الأولويات ؟رأس المال هو أهم عوامل التنمية وندرة الرأس المال هى أهم العقبات فى وجه التنمية ليس العمل أو رفع إنتاجيته هو المحدد الأساسى للنمو إذ أن القول بذلك لابد أن يؤدى الى الاهمتام بأمور مكلفة للغاية : محو الأمية ورفع مستوى التعليم والصحة والمسكن بل وتضييق الفجوة بين الدخول مما يساهم فى رفع إنتاجية العامل”
“لقد قبلنا تعريف التنمية بأنها زيادة متوسط الدخل وليس اشباع الحاجات الاساسية للناس .. والامران مختلفان اذ من الممكن أن تنجح فى تحقيق الاول نجاحا باهرا وتفشل فى الثانى، كما ان من الممكن ان تنجح نجاحا باهرا فى تحقيق الثانى مع تقدم بسيط فى رفع متوسط الدخل”
“لقد ظللت فترة طويلة لا أستطيع خلالها أن أتصور كيف يمكن أن تعيش أى أم أو أب عند فقد الابن أو البنت , أو كيف يستمر العاشق الولهان فى الحياة بعد فقد حبيبته .. الخ. ولكنى صادفت بعد ذلك , المرة تلو المرة , مابين لى خطئى , إذ وجدت قدرة الإنسان على التأقلم مع أشد الأحداث إيلاما أكبر كثيرا مما كنت أتصور.ومع مرور بضعة أيام على هذا الحادث , تأكد لى هذا أكثر فأكثر , وكانت النتيجة مزيجا من الارتياح والفزع فى نفس الوقت . الارتياح لأن الألم أقل بكثير مما كنت أتوقع , والفزع من حجم القسوة التى تبين لى انها كامنة فى الجميع , بدرجة أكبر بكثير مما كنت أظن .”
“ليس من الضرورى مثلا أن يكون الرئيس بوش قد جلس يوما مع الرئيس صدام حسين، وعلى وجه كل منهما ابتسامات شيطانية ،يخططان لغزو الكويت ، بل إن من الممكن جدا أن يُدفع صدام حسين إلى القيام بعمل معين دون أن يكون واعيا وعيا تاما بدوافعه ونتائجه ،أو على الأقل دون أن يُقال له بالظبط أهداف الخطة و أبعادها وخطوات تنفيذها خطوة خطوة . إن الأمر هو مؤامرة فقط بمعنى أن الضحية والضحايا ،وهم فى العادة من الأفراد العاديين الذين لا يدخلون طرفا فى اللعبة السياسية ،لا يدرون الأسباب الحقيقية لما يحدث ،بل وتُبذل جهود متعمدة لتضليلهم .”
“فى ظل الهيمنة الامريكية. الولايات المتحدة وإسرائيل على إستعداد لأن تفعلا المستحيل من أجل تخريب التنمية ، وتعطيل التطور الديمقراطى ووضع العراقيل فى وجه إصلاح التعليم والثقافة وفى طريق تحقيق اى صورة مجدية للتعاون العربى او الوحدة العربية . يؤيد هذا الاستنتاج ان العرب (مثل غيرهم من الامم )كانوا يثبتوا قدرتهم على التقدم فى مختلف الميادين بمجرد ان تتاح لهم ظروف دوليةمواتية. حدث هذا مرة فى عهد محمد على ومرة فى عهد عبد الناصر. ولكن الفترتين كانتا للأسف قصيرتين للغاية، فلم تدم فى عصر محمد على أكثر من ثلاثين عاما ، بأقصى تقدير (1810 -1840 ) ولم تدم فى عصر عبد الناصر ، بأقصى تقدير أيضا على 11 عاما( 56- 1967 )كان التقدم فى مختلف الميادين الاقتصاد والتعليم والثقافة والاصلاح الاجتماعى مدهشا بكافة المقاييس فما الذى حدث بعد ان بدأت الولايات المتحدة تمارس قبضتها القوية ؟”
“حاجة غريبة جدا || تخيلوا انه مصر فى العهد الملكى كانت تتفوق فى مستوى التعليم و مستوى دخل الفرد على الهند و الصين و تتساوى مع تركيا !”
“لا يجب أن نستغرب على أي حال أن يصاحب تدهور الديموقراطية الترويج المستمر لازدهارها، فنحن نعيش في عصر يتكرر فيه الزعم بعكس الحقيقة : عصر يسمي نفسه عصر التنمية الاقتصادية أو حتى عصر التنمية الإنسانية، واحترام حقوق الإنسان بينما هو أقرب إلى أن يكون عصر استبدال ثقافة بأخرى. وقبل ذلك شاعت تسمية انتقال رؤوس الأموال من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة (( المعونات الإقتصادية )) كما سمي انتصار الولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي ، ولو لفترة ما ، (( بنهاية التاريخ)) ، وسميت الهجمة الرأسمالية الجديدة على دول العالم الثالث (( بصراع الحضارات ))، كما سميت الحملات العسكرية على أفغانستان والعراق، وكذلك إجراءات تكميم الأفواه وكبت الأصوات المحتجة على هذه الحملات العسكرية، سميت كلها بإجراءت مكافحة الإرهاب”