“كم هو فعل الحب مرهق جداً، فى أى صورة جاء؟ و تحت أى تصنيف أدرج؟ كم هى العلاقات الانسانية معامل لانتاج الطاقة، أو اسباب لاستهلاكها. تستنزفنى الحاجة و أنا اكره ان أذعن لحاجاتى.”
“ما زلت أعالج غيابه بالكتابة، و أعالج الكتابة بغيابى الخاص، و أعالج غيابى أنا بحضور هش لا يشبهنى فى شىء، حضور يشبه أى كائن بلا ملامح محددة أو سمة واضحة، و من دون حتى أناه...”
“كم نميل الى تذكر الاشياء بصورة مثالية لمجرد ان انتهاءها يستدعى منا المزيد من اللطف حيالها , مندرجين تحت طائلة "اذكروا محاسن موتاكم”
“فى العالم الافتراضى فرصة سانحة ليفرغ الجميع صناديق قمامتهم على أبواب جيرانهم، مثلما فيه فرص ليغتسل الواحد من اوساخه. العالم الافتراضى يأخذ طريقه ليشبه العالم الحقيقى يوماً بعد يوم، أكثر فأكثر، و لذا يفقد بريقه القديم و يكف عن أن يكون وطناً أو حلماً صغيراً، و لم لا يفعل و هو يدار بالعقول نفسها التى تدير الأرض و تصوغ عالمها.”
“ما المخيف أصلاً فى أن نختلف؟ ألأننا نشكل عاصفة من علامات استفهام، تتحرك فى فضاء خامل، لم يسبق أن عرف ماهية التساؤل أو كينونة الاختلاف؟ ألأننا نطلق كثافة من الحضور ليس معترفاً بها على خريطة الأرض؟ ألأننا نخترق قانوناً غير معلن، يقتضى التعتيم على مغايرتنا عن النسق الأعم و الوحيد الذى يعرفه الآخر، و عن كل ما هو حقيقى و صائب؟”
“لو لم أكن مرهقة جداً و ممسوسة بشىء اسمه التجربة!”
“هنا فى رأسى فقط، أشعر كما لو أنى أعيد بنائى لبنة لبنة، أتحكم بما سأسمح له بالتسرب إلىّ، و ما سأمنعه من دخولى. غيابى: أن ألجم رغبتى فى ابتلاع العالم، مقنعة إياى أنى سأغصّ به عاجلاً، العالم صعب، و علىّ أن أتعلم كيف أتركه يمر من جوارى، لا أن يدخلنى بصلف، و الآخرون، الآخرون على الدوام، حذرى الأول و سبب مخاوفى، لا أريد لأحد أن يلمسنى، لا أحد، و لا شىء كذلك. العزلة مطمئنة إنها تعطينى مساحة كافية لأقترب ما شئت و ابتعد ما شئت، أن تختار عزلتك، لا يعنى أن تكف عن الحضور فى قلب العالم، إنها فى أبسط اشكالها، تعنى أن تحضر باختيارك، و أن تباشر حضورك ضمن حدودك الخاصة بحيث لا يسع أحداً أن يسرقك من ذاتك على غفلة، أو يشكل وجهك وفق ما يريد، أو يؤذيك أو يلوى عنق بوصلتك.”