“إن الجاهلية اليوم أشد من الجاهلية و الضالين في زمن النبي .. كان البدوي ، راعي الغنم ، يسمع القرآن فيخر له ساجدا ، لكا عنده من رقة الإحساس و لطف الشعور ؛ فهل يقاس هذا بأى متعلم اليوم ؟”
“و كانت عائشة كثيرا ما ترددقولها :" غضبت لكم من سوطعثمان ، أفلا أغضب له من سيوفكم؟!" و لهذا فقد دفعهم هذا الشعور بالتقصير و الإحساس بالذنب إلى ما أداهم إليه إجتهادهم وهو النهوض للقصاص من قتلة عثمان رضى الله عنه، و هو إن كان اجتهاداً جانبه الصواب ، إلا أن ذلك لا يقدح في شخصياتهم فالصحابة ليسو معصومين من الخطأ و هم لم يكونوا يتعمدونه أو ينوون به شراً”
“و يمر الطفل بخبرة عاطفية ممتعة، عندما يجلس على ركبة أمه، مرة واحدة على الأقل في اليوم، و هي تقرأ له من كتاب يحبه. إن هذا يهيئ للطفل مستقبلاً سعيداً في صحبة الكتب.”
“إن ما يجرى فى الدنيا الآن هو إمتحان ، نتيجته معلنة و مُشهرة بالرموز و الإشارات من اليوم .. و أهل النار غداً هم أهلها اليوم .فهل بدأت تفهم .. ؟أنظر فى نفسك تعرف الفئة التى ستؤول إليها .و بقدر السلام فى نفسك ستكون من الفرقة الناجية ..و بقدر التوتر و الغل و الحقد و شهوة الهدم تكون من الفرقة الهالكة .. و لا تغرك البطاقات و الرايات المرفوعة و التصريحات و الهتافات .. فكم من مسلم فى البطاقة و هو أشد كُفراً من أبى جهل .إنما النيات و الأفعال هى الرجــال .”
“لطه طفل مشاغب بلون أحمر في أنفه..لدهشته وجد نفسه يضحك..لانها كانت تضحك في ظروف أخري كان سيئده في التراب وأد بنات الجاهلية,علي فعلته ويبتي عليه بيتا,لكن اليوم كان يضحك من القلب.”
“فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد و الجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقية, و من معاناة هذا الأمر العسير الشاق و جرائره و تضحياته و آلامه, و معاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع, في مواجهة الجاهلية في أي زمان.إن المسألة -في إدراك مدلولات هذا القرآن و إيحاءاته- ليست هي فهم ألفاظه و عباراته, ليست هي -تفسير القرآن- كما اعتدنا أن نقول!!المسألة ليست هذه, إنما استعداد النفس برصيد من المشاعر و المدركات و التجارب التي صاحبت نزوله, و صحبت حياة الجماعة المسلمة و هي تتلقاه في خضم المعترك.. معترك الجهاد.. جهاد النفس و جهاد الناس, جهاد الشهوات و جهاد الأعداء.و الذين يعانون اليوم و غدا مثل هذه الملابسات, هم الذين يدركون معاني القرآن و إيحاءاته, و هم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن, لأن لها رصيدا حاضرا في مشاعرهم و تجاربهم , يتلقونها به و يدركونها علي ضوئه.. و هم قليل.”