“مجتمعنا هذا الذي يتشدق كل التشدق بالفضيلة و الأخلاق, قد تراضي علي قدر عظيم من النفاق; فهو يسكت عن عدد الرذائل الشنعاء التي تتستر وراء النفاق المنتشر و تضرب في جنبات بلداننا العربية فتجعلها مضرب الأمثال في العالم كله في حضيض الدعارة و البهيمية و الشذوذ. لذلك سيؤلمه أشد الألم; أن يقوم من مفكريه من يكشفون عنه قناع النفاق و يصرون علي تشريح آثامه, و سيرفض أن يسلم بأنهم محقون في نقدهم, و سيصب عليهم جام غضبه متهماً إياهم بأنهم هم الفاسدون الباغون للفساد …”

محمد النويهي

Explore This Quote Further

Quote by محمد النويهي: “مجتمعنا هذا الذي يتشدق كل التشدق بالفضيلة و الأخ… - Image 1

Similar quotes

“حكامنا يستخدمون طائفة من الكتاب "الوطنيين" وظيفتهم أن يحذروا الأمة و يحسِّنوا إليها حالتها المزرية، و يحولوا بينها و بين التنبه لحقيقة الأمر؛ فإذا قام من يحاول كشف القناع عن هذا الكذب و التمويه و النفاق حملوا عليه أعنف حملة و رموه بأنه جارح للكرامة الوطنية، مزرٍ بالعزة الوطنية ضار بقضية الوطن، فهو إذن يحالف الأعداء و يخدم أغراضهم ،،،”


“القوي الرجعية لا تزال في شتي أركان العالم العربي تبث في الناس تفسيراً معيناً لنصوص مقدسة تغالي في مدلولها و تفسرها بما يلائم مصالحها. و هو كما نعلم تفسير يبرر الفوارق بين الطبقات و يبرر الظلم و الأثرة و استبقاء التفاوت السحيق و الرضا بالشقاء و الحرمان علي وجه الأرض و حبس الأمل علي العدل الذي سيتحقق في ملكوت السماء في الدار الآخرة …”


“أغلب أفراد مجتمعنا يتخذون نظرة معينة من هذا التاريخ و التراث، نظرة تبالغ في التقديس الأبله و لا ترى إلا فضائل و محاسن و صفحات مشرقة بيضاء و أمجاداً غراء محجلة؛ فماذا يكون حين يرى بعض مفكرينا أن واجب الأمانة العلمية يضطرهم إلى الكشف عن جوانب النقص و العيوب و الجرائم و المخازى؟!”


“إن أشد ما يزعج حكامنا هو أن يقوم من ينبه الأمة إلى فساد حالها و يبغّضها فيما هى عليه من العجز و التخلف ،،،”


“آن لنا أن نُدخل على فهمنا لمعنى الوطنية تغييراً جذرياً يؤدى بنا إلى أن نُدرك أن الوطنية ليست مجرد الاعتزاز بالوطن و التفاخر بمحامده و إعلان مزاياه و مناقبه، بل الوطنية الصحيحة؛ هى الرؤية الواضحة الواعية لحقيقة الأحوال و الأوضاع، خيرها و شرها، حسنها و قبيحها. ليس هذا فحسب، بل إن الجزء الأثمن من الوطنية هو الذي يدرك النقائص و العيوب و يعترف بها بها اعترافاً صادقاً أميناً. هذا هو الجزء الأكبر نفعاً، و هو الذي يحتاج إلى نصيب أهعظم من الشجاعة و التضحية، فهو أكبر دليل على صدق الرغبة فى خدمة الوطن و نفعه ،،،”


“إن أنت قرأت فى تاريخ الجهاد الفكري و تدبرت سير الدعاة إلى الإصلاح أو الثورة فإنك واجد أن كل الداعين إلى رأى جديد أو مذهب جديد يخالف ما شاع فى مجتمعهم قد اتهموا بأنهم إنما جاؤوا ليفسدوا المجتمع الفاضل و يشيعوا التحلل الخلقي. تجد هذا فى التاريخ الغربي منطبقاً على كل مفكر واعٍ من سقراط إلى برنارد شو، و تجده فى تاريخنا الحديث منطبقاً على كبار مفكرينا و دعاة الإصلاح بيننا، مثل جمال الدين الأفغانى و محمد عبده و قاسم أمين و على عبد الرازق و سلامة موسي و طه حسين ،،،”