“هناك الرأي الذي يكونه أحدنا حول نفسه ، وهو أمرٌ علاقته ضئيلة إلى حد لا يصدق بالغرور . وأعني ذلك الرأي الصريح بالنفس مئة بالمئة ، الرأي الذي لا يجرؤ أحدنا على الإعتراف به للمرآه التي يحلق ذقنه قبالتها ... أذكر أنه في الفترة ما بين السابعة عشرة والعشرين من عمري كان لي رأي طيب حول نفسي ، ويمكن القول أنه كان رأياً رائعاً (...)والحقيقة أنا هذا الرأي الرائع حول نفسي قد تهاوى كثيراً. فأنا أشعر إليوم بأني مبتذل ومجرد من الحماية أحياناً. وكان يمكن لي أن اتحمل بشكل أفضل أسلوبي في الحياه لو لم أكن أعي (ذهنياً فقط بالطبع ) أنني فوق هذا الإبتذال ، وانني أعلى -ليس كثيراً - من مهنتي المنهكة ، ومن متعي القليلة ، ومن إيقاع حواري ؛ لأن معرفة كل ذلك لا يساعدني في الحقيقة على الإطمئنان والراحة ، بل يولد لدى إحساساً أكبر بالإحباط وبأنني غير مؤهل لتجاوز الظروف المحيطة بي. والاسوأ من ذلك كله أنه لم تقع لأحدث فظيعة تحاصرني ، انني أعني أحداثاً تكبح أفضل دوافعي ، وتحرف تطوري وتقيد روتين حياتي الناعس .”