“وتذكرت العلامة ابن النفيس ، وحزنت عليه ، وعلينا. فقد قال لنا هذا الرجل ، وهو أيضا عالم وفقيه شافعي لم يكن في زمانه مثله ، قبل ثمانية قرون من الزمان ، هذه العبارة التي لم نلتفت أبدا إليها. وهي بالمناسبة ، ولكي لا يكذبني أحد ، موجودة في كتابه الذي لم يزل مخطوطا لم ينشر ، وعنوانه (شرح معاني القانون). تقول عبارة ابن النفيس ، التي أرجو أن نقرأها بهدوء:وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولا عن المشهور والمتعارف ، فمن قرع سمعه خلاف ما عهده ، فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيش ، فرب شنع حق ومألوف محمود كاذب ، والحق حق في نفسه ، لا لقول الناس له ، ولنذكر دوما قولهم: إذا تساوت الأذهان والهمم ، فمتأخر كل صنعة خير من متقدمها.”
“وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمتعارف ، فمن قرع سمعه خلاف ما عهده ، فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيش ، فرُبَّ شنعٌ حق ومألوفٌ محمودٌ كاذب ، والحق حقٌ في نفسه ، لا لقول الناس له ، ولنذكر دومًا قولهم: إذا تساوت الأذهان والهمم ، فمتأخرُ كل صنعةٍ خيرٌ من متقدمها”
“قال مالك بن أنس رضي الله عنه: كل ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً لا يكون بعده ديناً، فإن الله تعالى أكمل لنا الدين بنص كتابه قبل أن يقبضه إليه”
“وسواء شهد لسيد قطب الناس أم لم يشهدوا ، فالحقيقة أكبر من أن تغطى لأن الشمس لا تغطى بغربال ، إن سيدا نذر حياته لشرح حقيقة التوحيد .....وكثيرا ما كان ابن تيمية رحمه الله يتمثل بهذا البيت الذي يحضرني في هذا المجال.وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل”
“لم أعد أدري في هذا الزمان من الذي ضُربت عليه الذلة والمسكنة فعلاً ، لا نريد أن يكون لنا أثراً بارزٌ في بلادٍ غريبة ، نريد أوطاناً لا يطردنا منها أحد ، فحسب .كلَّ إنسانٍ عربي يطأ لأول مرة هذه الأرض مهاجراً من وطنه ، إنما يؤرِّخُ لظلمٍ ما .كم من المحاكم نحتاج حتى نعيد كل مهاجرٍ إلى وطنه ؟ ، وكم من العمر سيكفيهم انتظاراً لهذه القضايا الأبدية ؟”
“لم يكن شيئاً أضر بالمسلمين من الخيانة التي قام بها أمراء المسلمين، فقد باعوا كل شئ في سبيل بقائهم على كراسي الحكم، وحتى هذه لم تدم لهم.”