“ كل ما ليس منزل هو من صنع البشر. ومهما كانت مكانتهم يبقون بشرا لهم أخطاؤهم. لكننا كمجتمع يأبى تنقيح مالديه صرنا نجتر تراثنا لأننا اعتدنا أن ننظر للماضي بعين التبجيل,فبجلنا كل مافيه من تراث وأخطاء ورجال. كل مافي الماضي مقدس لا يناقش ولا ينتقد وأي محاولة لإعادة تنقيحه أو اعتباره غير مناسب لتطور حياة اليوم يعد خروجا عن الدين ذاته في نظر كثيرين فأصبحنا كمجتمع غير قادرين على استبدال الخطأ الذي في التراث بالصواب والناس ليسوا كلهم على قدر من العلم ليتمكنوا من تجاوز مايقدم لهم على أنه صواب وليبحثوا عن تفسيرات جديدة للنصوص الإسلامية تجعل حياتهم أكثر يسرا وسعادة.”
“ ولكن مناقشة موضوع اضطهاد النساء بأي صورة سيجعل كل من يقول مالديه ويخالف ماألفه الناس ذا أهداف خفية ونوايا سيئة في نظر الكثير داخل مجتمعنا حتى وإن استشهد بكتاب الله وسنة رسوله, ويظل متهما بالمؤامرة على المرأة أو داعيا للانحلال والرذيلة, وكأن الانسان في هذا الوطن ينام ويصحو في رذيلة إلا إذا وقفوا على حراسته ومراقبته. والمنادي بتحرير التساء متهم كما أسلفت بالآمر أو بالدعوة إلى الرذيلة, وكل متهم مذنب حتى وإن ثبتت براءته. ولكن هانحن أمام خيارين:أحدهما موقف القران الكريم من المرأة ورسول الله من كافة نسائه.أما الثاني فهو موقف التراث الذي يملأ ثقافتنا المكتوبة والشفهية.”
“فإذا كانت المرأة بطبيعة تكوينها الذي خلقها الله به كما يزعم كثيرون أقل في قدراتها العقلية أو على أحسن تقدير تغلبها عواطفها في المواقف التي يجب أن يتصدر فيها العقل,فلماذا كلفها الله وحملها الأمانة كالرجل ولكاذا سيحاسبها تماما كما يحاسب الرجل؟ هل يرى كل هؤلاء بأن الدين الذي من عند الله قد كلفها فوق قدراتها عندما ساواها بالرجل في التكليف وحمل الأمانة؟”
“ إن عرقلة التنمية تنشأ لان المجتمع في مجمله ترك الدين كفطرة ينشأ عليها الانسان واعتبره أداة يستخدمها من أجل أهداف أيدولوجية يسعى لجعلها مهيمنة في كل مكان ويرى أن على كل شخص أن يدخل ضمنها.يكاد المجتمع أن يكون مقسوما إلى قسمين لبسا متساويين. نصف للمتزمتين وآخر لغير المتزمتين. وكأن الإسلام في حوزة فريق دون الآخر. ومعنى الالتزام- التقيد بمظهر معين يعطي إشارة إلى أن صاحبته التزمت بهذا المظهر في لباسها تحديدا, وقد يتبعه التزام في العبادات والمعاملات مع خلو المعنى عند الكثيرات ولا أقول الجميع من بعض القيم التي يفترض بالمسلم المثقف إدراكها ومنها على سبيل المثال إتقان العمل واحترام الآخر والحوار.”
“ في لقاء مع أحد رحال الدين في التلفزيون أكد لإحدى السائلات التي اشتكت من بذاءة زوجها العصبي أن احتمالها له سبب في دخولها الجنة. أي أن رجل الدين بدلا من أن يؤكد للرجل أن الرسول أمر بالنساء خيرا وأن القران الكريم يلزمه بعشرتها بالمعروف وأن المودة والرحمة هب الأساس الذي يبني عليه بيت الزوجية سكت عن أفعال الرجل وانهال على المرأة يعلمها كيف تطرق أبواب الجنة بالصمت إزاء أذى زوجها لها.”
“ عندما يسمع البسطاء كلمة حرية يتبادر إلي أذهانهم أنها الانحلال والبعد عن القيم. مع أن المعنى الصريح للحرية هو الانعتاق من الاستعباد والذل.وعندما ترد كلمة المساواة يتساءلون عن الحمل والولادة الذي لايستطيع الرجل القيام به. وكأن المطلوب هو أن يصبح الرجل امرأة وتصبح المرأة رجلا غير مدركين أن المساواة لاتعني تغيير الفروقات البيولوجية بين المرأة والرجل ولاتعني إلغاء الجنس,فتميز المرأة بإمكانية تخلق الحياة في أحشائها يجعلها ذات بعد حياتي أعمق من الرجل ولوجودها قيمة أكبر من قيمته. إن المساواة تعني عدم سلب الحقوق وتعني إلغاء التمييز العنصري حسب الجنس وتعني إلغاء الاضطهاد والعنف وعدم تحجيم المرأة وحرمانها من حقوقها ومنعها من فرص العمل والحياة والمشاركة في البناء والانتاج, وتعني عدم منعها من رفع كفاءتها وثقتها بنفسها وقدراتها,وتفعيل مشاركتها لأداء الأدوار ذات القيمة في المجتمع. أي أن يكون الإنسان إنسانا..مسؤولا عن ذاته متحملا نتائج قراراته مادام بالغا عاقلا سواء كام ذكرا أو أنثى.”
“ إن العقلية الجاهلية المتحجرة التي تمجد الرجل وتقلل من شأن المرأة لم تستطع تحمل نظرة الإسلام للمرأة, تلك النظرة التي ساوت بينها وبين الرجل حين جعلت النساء شقائق الرجال. وهذه العقلية الجاهلية هي ماجعل التمييز ضد المرأة يستمر كل هذه العصور ويرمي بتعاليم الدين الحنيف عرض الحائط ويصر على أن الإرث الرهيب القادم من حضارات مختلفة وديانات عديدة تحتقر المرأة وتقلل من شأنها هو الصواب وليس ماقاله الله في كتابه ومافعله محمد صلى الله عليه وسلم مع نسائه.”