“اثنا عشر إلاهَاً حذَّرُونا من مغبَّة النهر. من الإله يناير وحتى أصغرهم، ديسمبر، ببروده اللئيم. اثنا عشر إلاهاً تناوبوا على تسيير العالَم بحصصٍ معلومةٍ من ملائكة الأيام، لا لغرضٍ سوى منعِنا من النهر الدائري. أخبَرُوا أمَّهاتنا فحذَّرْنَنا: لا تَقْرَبُوا النهر. الكبارُ الملاعين تربَّصُوا بنا: احذَرْ يا سَجَم. وقالوا سنتربَّصْ بأبنائنا كما الضرورة. السَّاحِق والمَاحِق، قالت الآلهة، وأنزَلَتْ عليْنا أمطاراً نفعيّةً وبيلةً، وحاولوا خداعَنا بتزييف الموت؛ قالوا ليسَ ما نَحْياهُ كلَّ زفير. إنَّ كلَّ برهةٍ وعيد، وكلّ كلمةٍ أذى؛ ثم نُمْنَع؟، في القُطْنَةِ الأنيابُ ونُمْنَع؟.”
“وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟قلتَ لي: كنتُ أخترعُ الحب عند الضرورة/ حين أسيروحيداً على ضفة النهر/ أو كلما ارتفعت نسبة الملح فيجسدي كنت أخترع النهر...”
“منذ عشر سنواتٍ التقيتُ بها. وكانت كما هي اليوم .. في السادسة عشرة! إن الزمن لا يمر عليها ولكن يلتف حولها,يعانقها في حنانٍ , ويمسحُ ما يمكن أن يعلقَ بها من غُبارِ الأيام!”
“ستذوب الـ ( أنا ) في الـ ( نحن ) .. ستأخذ الـ ( أنا ) من الـ ( نحن ) قوتها وتماسكها وبنيانها المرصوص ، فتصير سداً منيعاً لا من بيديه ولا من خلفه و ستأخذ الـ ( نحن ) من الـ ( أنا ) تنوعاتها و تمايزتها و إبداعاتها وخصوصياتها فتصب فيه كما يصب النهر في المحيط . ”
“*هناك من يقضي حياته كاملة في القراءه دون أن يحقق شيئا أبعد من ذلك ، فلا يدرك ان الكلمات ماهي سوى احجار مرصوصه لنعبر من خلالها إلى الضفه لأخرى من النهر .. وهذه هي الضفه الأهم .”
“ضجرت من الأزقة والحواري، ضجرت من حمل الأثاث والنقل، لا أمل في مشهد جديد، هناك حياة أخري، يتصل النهر بالبحر، يتوغل البحر في المجهول، يتمخض المجهول عن جزر وجبال وأحياء وملائكة وشياطين، ثمة نداء عجيب لا يقاوم، قلت لنفسي: "جرب حظك يا سندباد وألق بذاتك في أحضان الغيب”