“تلك فاطمة بقية الباقيات من الأبناء والبنات, يختصها النبي بمناجاته في غشية وفاته:إني مفارق الدنيا فتبكي , إنك لاحقة بي فتضحك .. في هذا الضحك وفي ذلك البكاء على برزخ الفراق بين الدنيا والآخرة أخلص الود والحنان بين الآباء والأبناء .. سرها بنبوته , وسرها بأبوته , فضحكت ساعة الفراق لأنها ساعة الوعد باللقاء .”
“لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت, ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع عند الفقر, ولولا فرحة التلاقي ما كانت ترحة الفراق.”
“من الخطأ أن يجمع الإنسان عمره في سلة واحدة !فيعيش ساعة اللقاء ، وأمام عينيه شبح كئيب اسمه الفراق !”
“وكنت مع طيفها كأني ملقى في حالة من حالات الوحي لا في ساعة من ساعات الكرىورأيت حباً رائعاً معبوداً أشعرني إذ ملكته في تلك الخطرات أن الإنسان قد يملك من الجنةنفسها ملكاً وهو على الأرض في دار الشقاء إذا هو احتوى بين ذراعيه من يهواه !”
“فلما صاحوا : " الله أكبر ...! " ...فقال :إن هذه كلمة يدخلون بها صلاتهم، كأنما يخاطبون بها الزمن أنهم الساعة في وقت ليس منه ولا من دنياهم، وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي من هو أكبر من الوجود، فإذا أعلنوا انصرافهم عن الوقت وشهوات الوقت، فذلك هو دخولهم في الصلاة؛ كأنهم يمحون الدنيا من النفس ساعة أو بعض ساعة؛ ومحوها من أنفسهم هو ارتفاعهم بأنفسهم عليها ...”
“ما بيبكيناش ف غيابكم إلا الشوقوما تفهموش من ضحكتى إنى ارتحتلو حدّ فينا ارتاح يبقى اللى بيغمض ساعة الفراقأما أنا ساعة الفراق .. فتّحت”