“تفعل الذنوب بالقلب ما تفعله النار بالرياض الغنّاء ، ويظل القلب بعدها قاعا صفصفا ..فاحما ً تنبعث منه الروائح السوداء .ثم يأتي ربٌ غفور ، فبرحمة منه تعيد اخضرار الروضة إلى القلب ، غير أنها لا تخضّر دون ماء ، وكانت العينان كفيلتين به ..تظل حرق البكاء تزيد في خضرة القلب حتى يصبح قويا منيعا ً أما نيران الخطيئة !”
“وإنما قيمة الأشياء بما فيها من أثر القلب أو بما لها من في القلب من أثر ولرب شيء تافه لا خطر له ولا غناء فيه ثم يكون في يد ك محب من حبيبه النائي أو الممتنع الهاجر فإذا هو قد تحول بموقعه من القلب إلى غير حقيقته فأطلعه الهوى من مطلع آخر ليس في الطبيعة فيرتفع ثم يرتفع حتى كأنه عند صاحبه ليس شيئا في الدنيا بل الدنيا شيء فيه ويكون ماهو كائن وينبعث منه روح ذات جلال أقل ما فيه أنه فوق الجلال الإنساني”
“إذا جاءت الدنيا إلى القلب ترحلت الآخرة منه وإذا كانت الدنيا في القلب لم تأتي الآخرة تزحمها.. لأن الدنيا لئيمة والآخرة عزيزة”
“تفعل الذكرى بالنفس من الأسى ما لا تفعله السكين في الجسد من الألم... يبدو أن الذكريات إذا كانت تستقر في سويداء القلب فإن الإبقاء عليها دون استعادتها أفضل من استنهاضها لأنها لا تنهض إلا وهي تجر خلفها أشلاء ودماء”
“يدرّب أصابعها على الرقص بخفة على مفاتيح البيانو " الموسيقى تشفي القلب " قال ومن ثم رحل. في كل مساء تجلس أمام البيانو حتى تشفى منه، فتتذكره.”
“من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه, وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة, وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره, وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له, وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته، ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته, وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه, وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب”