“المحافظون من المترفين وأصحاب المصالح المركزة يقاومون الحركة في أول أمرها . وإذا نجحت الثورة رغم آنافهم حاولوا أن يجمدوها وأن يوقفوها عند حدها الذي وصلت إليه . وعندئذ يأخذون بالدعوة إلى صيانة النظام العام ووحدة الجماعة أو تقويتها إزاء أعدائها في الخارج . أما المجددون المتمردون فهم لا يهتمون بقوة الجماعة أو وحدتها بمقدار اهتمامهم بالعمل على تحقيق مبادئ العدالة والمساواة جيلا بعد جيل . وهم يرون بأن الحروب الخارجية تلهي الناس عن الإهتمام بمبادئ الثورة الأولى وقد تشغلهم بحماسة قومية لا صلة لها بتلك المبادئ .يقول فبلن عن الطبقة المترفة ، وهو يسميها الطبقة الفراغية ، انها ميالة إلى التزام الجبهة المحافظة . وأبناء هذه الطبقة يخافون من كل تغير اجتماعي أو تجديد لأن ذلك قد يضيع عليهم الوضع المريح الذي هم فيه .فمصالحهم المادية تجعلهم حريصين على إبقاء كل قديم رغم قدمه .أما سنمر فهو يفرق بين " المثل العليا " والقيم الإجتماعية . فالمثل العليا في رأي سنمر هي سلاح المتذمرين . أما القيم الإجتماعية فهي التي يستخدمها أولو النفوذ في المجتمع لكي يدعموا بها نظامهم القائم ولو كان ظالما .”

مهزلة العقل البشري

مهزلة العقل البشري - “المحافظون من المترفين وأصحاب...” 1

Similar quotes

“يقول فبلن عن الطبقه المترفه ، وهو يسميها الطبقه الفراغيه ، إنها ميّاله الى التزام الجبهه المحافظه ، وابناء هذه الطبقه يخافون من كل تغير اجتماعي او تجديد لأن ذلك قد يضيع عليهم الوضع المريح الذي هم فيه ، فمصالحهم الماديه تجعلهم حريصين على ابقاء كل قديم رغم قدمه”

علي الوردي
Read more

“ولو درسنا أي مجتمع يتحرك لوجدنا فيه جماعتين تتنازعان على السيطرة فيه. فهناك جماعة المحافظين الذين يريدون إبقاء كل قديم على قدمه وهم يؤمنون أن ليس في الامكان أبدع ممّا كان. ونجد إزاء هذه الجماعة جماعة أخرى معاكسة لها هي تلك التي تدعو إلى التغيير والتجديد وتؤمن أنها تستطيع أن تأتي بما لم يأت به الأوائل.من الضروري وجود هاتين الجماعتين في كل مجتمع، فالمجددون يسبقون الزمن ويهيئون المجتمع له. وخلوّ المجتمع منهم قد يؤدي إلى انهياره تحن وطأة الظروف المستجدة. أما المحافظون فدأبهم تجميد المجتمع، وهم بذلك يؤدّون للمجتمع خدمة كبرى من حيث لا يشعرون، إنّهم حماة الأمن والنظام العام، ولولاهم لانهار المجتمع تحت وطأة الضربات التي يكيلها له المجددون الثائرون.قدم تثبت المجتمع وأخرى تدفعه، والسير لا يتم إلاّ إذا تفاعلت فيه قوى السكون والحركة معاً.والمجتمع الذي تسوده قوى المحافظين يتعفن كالماء الراكد. أما المجتمع الذي تسوده قوى المجددين فيتمرّد كالطوفان حيث يجتاز الحدود والسدود ويهلك الحرث والنسل.والمجتمع الصالح ذلك الذي يتحرك بهدوء فلا يتعفن ولا يطغى، إذ تتوازن فيه قوى المحافظة والتجديد فلا تطغى إحداهما على الأخرى.”

علي الوردي
Read more

“* والغريب أن وعاظ السلاطين يذمون كل فتنة تقوم في وجه السلطان ، فإذا نجحت تلك الفتنة واستتب لها الأمر أخيرا أخذ الواعظون يطلبون من الناس إطاعة السلطان الجديد وينسون بذلك طاعة وليِّ أمرهم السابق الذي ذهب مع الريح .* إن وعاظ السلاطين كادوا يجمعون على أن النهي عن المنكر واجب عند القدرة عليه . أما إذا أدى إلى الضرر بالمال أو البدن أو السمعة وغيرها فهو محظور منهي عنه . يقولون هذا في عين الوقت الذي يقولون فيه بوجوب الجهاد في سبيل الله . ومعنى هذا أن الدين أصبح عندهم بمثابة طاعة السلطان في سلمه وحربه ، ولا يهمهم بعد ذلك أن يكون السلطان ظالما أو عادلا .”

مهزلة العقل البشري
Read more

“المواد الدراسية تظل إجمالاً غريبة عن الإطار الحياتي للتلميذ ,إنه يتعلم عموماً إما محتويات دراسية مستوردة من خارج المجتمع(نظريات وعلوم الغرب مطبقة على ظواهره) في المراحل العليا من التعليم وإما مواد لا تمت إلى واقع التلميذ بين الفئات الشعبية في المراحل الابتدائية والمتوسطة معظم المناهج تعالج قضايا تمت إلى حياة الطبقة المسيطرة تغرس في الطفل المثل العليا السائدة لهذه الطبقة والتي لا يمكنه عملياً وواقعياً ممارستها في حياته اليومية يظل العلم مسألة نظرية لا يعالج واقع الطالب في العالم المتخلف لا يتيح له فرصة الإرصان العقلي لهذا الواقع وانفصام عنه في المدرسة التى تفرض على الطالب حالة من الاغتراب عن قضاياه المعاشة”

مصطفى حجازي
Read more

“إن كثيرًا من المغالين لا يرون إلا جزءًا من الصورة، وهو تراجع مستوى حكام المسلمين عن المستوى الذي كان عليه حكام الامة في صدر الإسلام. أو الذي كان عليه الصفوة من حكام الامة على مدار التاريخ الإسلامي، وهم لا ينظرون إلى التراجع الخطير الذي حدث على المستوى الشعبي العام.”

عبدالكريم بكار
Read more