“عُدت لِرُشدي وكأني خُلقتُ مِن جَديد ، لَم يَكن الهَرب حَلاً ..كان الهرب يزيد الأمر سوءاً لا أكثر .. إذا يا من قُلت "أن صخب حضورها يملأك سعادة" أقول لك:فلتبتهج لحضورها وليعلن قلبك مراسم الفرح 7 أيامٍ بلياليها ،ولترقص طرباً على جثة غيابي فوالله ما عدت اكترث وذلك الخافق الصغير في الزاوية المظلمة اليسرى القابعة في صدري صار رماداً لشدة ما احترق ..!”
“يبدو وكأن أواني قد فات..وكأن كل ما كان، من أجل أن يعتدل مزاج قلبك الذي أرهق في الفترة الماضية..كان يجب أن أعرف ذلك من البداية، كان يجب أن أعرف أني كنتُ سلّما لا أكثر..”
“إنه لا بأس يا سيدي في أن يصيح مفكر فرنسي كبير صيحة الغضب من العلم الحديث وما تمخض عنه من آلات، أقول إنه لا بأس في أن يصيح صيحة غضبه تلك في أرجاء الغرب، بعد أن شبع ذلك الغرب علماً وأرتوى بالعلم، لأنه إذا كان ذلك الغرب قد شطح بمعلومه وآلاته حتى أنحرف عن جادة الصواب، فبدل أن ينتج للناس خبزاً أخذ ينتج لهم سلاحاً فتاكاً، فإنه ليس محالاً عليه أن يعود على هدى الصيحة الغاضبة فيلتزم جادة الحق. بعلومه تلك وآلاته، وذلك بأن يبقى على ما ينفع الناس، ويمحو ما يؤذيهم، ذلك كله يمكن للغرب ما دام العلم بين يديه يصنع به ما استطاع أن يصنع، لكن البأس كل البأس يا سيدي في أن توجه مثل تلك الصيحة الغاضبة في بلد ما يزال عند ألف باء العلم والصناعة، لأنك إذا أشعت في نفوس أهله مثل ذلك الترف العقلي، وأعني به التشكك في حضارة العلم والصناعة – التي هي حضارة هذا العصر – فكأنك أشعت في صدورهم دعوة إلى الجمود، لا بل دعوة إلى العودة إلى الوراء، حيث لا علوم ولا صناعة ولا أجهزة ولا آلات، ولن يحدث لهم عندئذ إلا أن تزداد حاجتهم إلى الاعتماد على الغرب في كل ما ينتجه من علم، وما يصنعه من آلات.”
“لا بأس في أن تهدم جزءًا من دوافعك ورغباتك في الدنيا لتبني لها ما مِن شأنه الأبدية في الآخرة”
“اعلم يا أخي أن ما ينتهي أحيانا يبدأ وإن كان غير موجود، وثمة ما نراه بالنظر ونلمسه وندركه بالحواس إلا أننا نفتقده، وآخر إذا ولّى وغاب عنّا صار متمكنًا منّا، وصرنا منه في أمر سديد.”
“ما أشقى أهل المعاصي حينما يحسبهم أناسٌ أنهم في سعادة ، وهم إن أطلعوك على خبايا صدورهم عرفت أن من الشقاء والضنك ما لا يمكن وصفه بكلام البشر !”