“و دعك بعد هذا من تلك الخرافة التي تتحدث عن "الأمة مصدر السلطات" و عم حق الانتخاب و الاختيار, انها خرافة لا تستحق المناقشة , فهذه الأمة مصدر السلطات هي هذه الملايين الجائعة الهزيلة,الجاهلة المستغفلة .هذه الملايين المشغولة نهارها و ليلها بالبحث عن اللقمة.الملايين التي لا نملك أن تفيق لحظة لتفكر في ذلك الترف الذي يسمونه حق الانتخاب و حرية الاختيار. الملايين التي يشير لها السيد فتنتخب, و يشير ها السيد فتمتنع و لأن هؤلاء السادة هم خزنة أرزاقها و أقواتها , و ملاك الإقطاع الذي يؤوي هؤلاء الجياع !إن الحديث عن الدساتير و البرلمانات يصلح مادة فكاهة , يتسلي بها الفارغون. و لكنه يصلح حديث أمة تريد الجد, و تنظر إلي الواقع بعين الاعتبار!”