“تجمعت في الحكم السعودي الاول صفات عديده جعلته شرساً للغاية، وعبئاً على كاهل المواطنين في مختلف المناطق.. وقد كانت القبلية، والمذهبية الجذر الحقيقي لكل الخطايا التي ارتكبت يومئذٍ بحق سكان الجزيرة العربية دون استثناء، فالدماء التي سالت والاعراض التي هُتكت، والاموال التي سُلبت، والارواح التي أُزهقت، ارتكبت في الغالب على أساس تصورات مذهبية، وفي المقابل كان إستبدادً وإلغاءً لكل الكيانات السياسية أو شبه السياسية.. كانت هناك عائلةٌ حاكمةٌ فقط، لا تتسلط بإسمها فحسب، بل وتجد لها مشروعية بتبنيها رسالة مذهبية. وكان الرافضون للحكم المتمذهب، او الرافضون لإلغاء الكيانات القبلية الضعيفة لصالح كيان قبلي واحد، يواجهون بالقتل، ليس بإعتبارهم معارضين للسيطرة السعودية، بل لأنهم -بمنطق السعوديين وحلفائهم الدينيين- يعارضون رسالة السماء، فيحق عليهم القتل والسلب والنفي والاضطهاد. ”
“لقد كانت حملة مدحت باشا -السلطان العثماني- لإحتلال الاحساء جزءاً من سياسة الإصلاح العامة التي اتبعها العثمانيون في بلاد العرب، وكانوا جادِّين في تطبيقها، في المناطق التي استولوا عليها حديثاً في الخليج العربي، على الاقل. كانت هناك حساسية لدى العثمانيين تجاه تزايد النفوذ البريطاني في الخليج، ولم يغب عن بالهم أنهم ليسوا وحدهم في هذه المنطقة المتصارع عليها، وبالتالي كانا حريصين على انتهاج سياسة تفوت على العدو المتربص بهم ما كان يخطط لهم. ولهذا نجت الاحساء والقطيف من سياسة القمع والاستبداد التي استُخدمت بطغيان بشع في المناطق العربية الاخرى. من هنا كانت سياسة العثمانيين في المنطقة مرضيًّ عنها، بل كانت في الحقيقة الفترة الذهبية الوحيدة خلال قرنين من الزمان، ابتداء من سيطرة السعوديين الاولى عليها في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وحتى الوقت الحالي. أما الكُتَّاب والمؤرخون السعوديون، فقد تعودا على تضخيم سلبيات الحكم العثماني، ليُظهروا الحكم الذي خلفه الأتراك بصورة المخلص والمنقذ، وليُظهروا حجم الإنجاز الذي قدمه الحكم الجديد -الحكم السعودي- أو على الأقل لتخفيف وقع سلبيات حكم السعوديين.”
“ كانت التركة التي ورثتها اقتصاديا أسوأ من التركة السياسية فاستقلال أي بلد حر هو في حقيقته الاستقلال الاقتصادي و ليس الشعارات السياسية..”
“إن النهضات الفكرية التي عرفها التاريخ لم تخطط لها الحكومات ، بل كانت في الغالب من عمل نخبة تحمل هم الحاضر والمستقبل”
“وقد كان قرار الانسحاب نموذجا للقرارات التي كانت تتخذ في ذلك الحين وأدت إلى النكسة, بل كان فضيحة عسكرية تضاف إلى فضائح ثورة يوليو العسكرية, التي استولت على الحكم في يوم23 يوليو بحجة هزيمة الجيش المصري في حرب 1948, فإذا بها ترتكب من الأخطاء العسكرية ما تضاءلت إلى جانبه أخطاء حرب 1948! ”
“لا أدري لماذا تركت قنبلة ناغازاكي في نفسي تأثيراً أعمق من الذي تركته القنبلة التي القيت على هيروشيما . ربما لأنها لم تكن فظاعة فحسب , بل كانت استمراراً للفظاعة .”