“لا تبكي يا شقيقيلن يشتري لك أبي بندقية حقيقيةتصطاد بها نجمة هاربة وغزال شاردكي تقتل حمامة السلامستصبح طفلًا كبيرًا بعد عدة أعوامو تسير في زحام المبعثرينويهديك الوطن إجباريًا بندقية كبيرةوباقة خيبة وقبر تدفن بداخله أحلامك بالمجانلا تبكي يا صغيري..”
“هذا العالم صغير جدًا في عيني أصغر من عين عصفور كسرت جناحه رصاصة بندقية،و أقبح من مسخ في أفلام الرعب الهوليوديه،!”
“, كل ما أريد أن تعرفه يا ميم بأنني أحاول أن أجمع شتاتي في حقيبتك الاّخيرة و أخبئني في نسمة هواء عابرة وأغادر إليك, فمدينتنا يا ميم تشعرني بالتقيؤ مدينتنا تغتالّ كل مساحة خضراء تزرع في قلوبنا التناقضات و القسوة و الجفاف تعلمنا أن البسطاء لاحياة صالحة لهم فوحدهم من يقام عليهم الحد و ماسواهم هم ملائكة منزهين من النار, شرعتُ نوافذ غرفتي الاّن ياميم و أنا أعاتب مدينتنا بعد أن بصقتّ عليها وهي تتجاهل حديثي و تبكي و تقول:"يا سهام الخلل ليس بجوفي الخلل في من يتنفس بداخلي و لو كان الاّمر بيدي لهربت إلى سكة قطار بعيدة و انتحرت . فتناقضاتكم لا يحتملها حجر "اللعنة يا ميم كيف اخلصها من خللاً بحجم هذه الأرض أجمع .كيف؟”
“السيد موت يرسل لي بارقة دعوة لقصرهو العشاء على جثث أصدقاء أعرفهم و أصابع شعراء أقرأ لهميكحل عيني برمادهم و يغسل شعري بخمرة دمائهم ويرقص (تانقو) الموت أمامي,السيد موت أهداني في الثاني من تشرين وردة ميتةو كتب على حائط غرفتي بطلاء أظافري الأسوديا أمي يا أختي يا صديقتي وشطب ماسبقوقال : أعترف إني وقعت بثورة حبك المجنونو كتب (ياحبيبتي أغار عليكِ من عينيكِ و رئتيكِ و أصابع يديكِ)السيد موت يدخن الأفيون بِبقايا عظام جدتي الراحلة في الثاني من تموزو يرمقني بعينيه من خلف نافذتي كل مساء أصرخ بوجهه خذني إليك يتجاهلنيو يسرق مني من أحبهم على عجل و يرحل”
“حياتى التى أتمناها معك يادم قلبيليست فيلما هوليوديايعرض فى صالات السينما وينسى بعد عدة أعوام..”
“هم يا صديقي يزرعون أشواك العوسج بين أشجارنا يرمون النيترو في مائنا والقنابل الناعمة في صناديق بريدنا يكممون أفواهنا ويقيمون الحد على قلوبنا هم ياصديقي يصادرون أصابعنا للمنافي البعيدة يعلموننا عادات الحقد المجنون ومبادئ الكراهية يقدمون لنا أصباغ الغباء مع الحليب والقهوة الصباحية يريدون أن نكون دُمى ممتلئة بالقش يحركونها كما يشاؤون .. يُحرقون كتب الثورة والحب والفكر و يجلبون لنا كُتب الحروب المعاقة والأقزام السبعة ينزعون قلوبنا النابضة ويستبدلونها بقلوبٍ بلاستيكيه”
“لا تستغرب لو قالت لك أنني ولدت ولم أبكي كما يفعل جميع مواليد الدنيا لاتستغرب لو قالت لك أنني ولدت وأنا أضحك بسخرية وأبصق على هذه الحياة وتوسلت للطبيبة التي سحبتني من المشيمة ببطء وعينيها معلقة على ساعة معصمها وقلبها ينبض شوقًا للمغادرة إلى حبيبها الغائب منذ حرب الخليج الثانية,أتعلم لازلت أتذكر رائحة طلاء أظافرها الأحمر وقميصها الأبيض المنقط بالبنفسج توسلت إليها كثيرًا أن تعيدني لدفء رحم أمي بعيدًا عن أنياب الحياة الغاضبة لكنها تكاسلت كما يتكاسل جميع العرب في أداء أعمائلهم ودفعت أنا ضريبة ذلك لعنتها كثيرًا بالخفاء ومات حبيبها في طريق العودة قبل أن يقبل يديها الملطخة بدماء قدومي الأسود وأنتحرت هي من فاجعة الصدمة في اليوم التالي شنقًا,هي أيضًا تقيم بالبرزخ معكم أخبرها أني لم أنفذ وصية جدتي بأن أكون طبيبة أشبهها وأني أحرقت وصيتها كما تحرق فتاة شرقية رسائل حبيبها الخائن فلا أريد أن أرتكب إثمًا كما أرتكبت هي أكبر الاّثام بولادتي لا أريد أن أسجل أسماء للقادمين لهذه الأرض الملغمة بالتفاهة والبؤس والجوع والحماقات وكل التفاصيل القبيحة”