“حين نعلم أن الإنسان مخلوق مسؤول, وينبغي أن يحقق المعنى الكامن لحياته, أود أن أؤكد على أن المعنى الحقيقي للحياة إنما يوجد في العالم الخارجي أكثر مما هو في داخل الانسان أو في تكوينه النفسي لذاته, كما لو أننا في نظام مغلق. وتعني هذه العبارة أن الهدف الحقيقي للوجود الانساني لا يمكن أن يوجد فيما يسمى بتحقيق الذات. فالوجود الانساني هو بالضرورة تسام بالذات وتجاوز لها أكثر من أن يكون تحقيقا للذات. وتحقيق الذات ليس هدفا ممكنا على الاطلاق, وذلك لسبب بسيط وهو أنه بقدر ما يسعى الانسان اليه, بقدر ما يخفق في الوصول اليه. والى الحد الذي يلتزم فيه الانسان بتحقيق معنى لحياته, فانه بهذا الحد ايضا يحقق ذاته. وبعبارة أخرى, لا يمكن التوصل الى تحقيق الذات اذا جعله الشخص كغاية في حد ذاته, ولكن يكون هذا ممكنا اذا نظر اليه كأثر جانبي للتسامي بالذات فقط.”