“إنه مع الله على نحو آخر، نحو يدرج مع الإنسان فى واقعه المشحون بالحركة،ويلتصق به فى دنياه الطافحة بالنزاع وهو يحرس الإيمان فى تلك الميادين العملية ويتابع خطوة هنا وهناك ليطمئن على سلامة الوجهة واستواء الطريق ..!”
“إن هناك إيمانا أساسه الخيال أو الشعور الموقوت أو التأثر العاجل وإيجاد هذا الإيمان سهل وسمو المرء به حينا ممكن ..! ولكن الإسلام يبتغى إيمانا يصحب المرء فى أحيانه كلها، ويصبغ أحواله المتباينة بصبغة ثابتة ويظل معه فى صحواته وغفواته، فى بيعه وشرائه، فى صداقته وخصومته، فى فرحه وفى ترحه، فى وحدته وعشرته . وهو بهذا الإيمان يكون مع الله ، أو يكون الله معه لأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ..!”
“ن القرآن الكريم أول كتاب فى الحياة ، وآخر كتاب فى الحياة، يشحن الأفئدة باليقين النقى ، ويوثق رباطها بالله ، على نحو لا يستطيع كتاب آخر أن يقترب من أفقه ..!”
“وقد تحولت أمم عن أرضها مخافة الموت فهل نجت منه ؟ إنها هربت منه فى ميدان فوجدته ينتظرها فى ميدان آخر ، ولو صمدت له فى الميدان الأول لقلت مغارمها ومآسيها فى الميدان الآخر. وإلى هذا يشير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت.. ) هل نجوا من الموت بالخروج الذليل؟ كلا ، ' فقال لهم الله موتوا.. ' ثم أحيا الله بقاياهم بعدما تابوا وآمنوا وتشجعوا وكافحوا وبذلوا على نحو ما حكى القرآن الكريم..”
“والتعقيب على أخطاء الحاكم بالنقد ليس أمرا مباحا فحسب ـ كما يظن من مفهوم كلمة الحرية السياسية ـ بل هو فى تعاليم الإسلام حق لله على كل قادر ، والسكوت عن هذا النقد تفريط فى جنب الله ومن ثم فعلى حملة الأقلام وأرباب الألسنة أن يشتبكوا مع عوج الحاكمين فى معارك حامية لا تنتهى أو ينتهى هذا العوج ، وكل حركة فى هذا السبيل جهاد ..!”
“قالت لى امرأة غاضبة: ( أإذا غضب منى زوجى فى حوار، قد أكون فيه صاحبة حق حُرمت رضوان الله، ولعنتنى الملائكة و...و...)فقاطعتها على عجل، وأفهمتها أن الحديث الوارد فى شأن آخر بعيد بعيد عما تتوهمين..الحديث ورد فى امرأة تعرض زوجها للفتنة لأنها تمنعه نفسها، وهو لا يستغنى عنها.. ذاك هو المراد!! إن الإسلام يقوم على حقائق الفطرة والعقل، لأنه فطرة الله التى فطر الناس عليها.”
“أن جماهير غفيرة تحرم من بركات الدين لسببين: إما زيغ فى القلب أو أفة فى الرأى! وقد يلتقى السببان فى بعض الأفراد أو فى بعض الطوائف والذى يتدبر القرآن الكريم يشعر بأنه أكثر الحديث عن أهل الكتاب السابقين كى يجنب أصحاب الرسالة الخاتمة قسوة القلب، وضعف الفكر، ويربطهم بالفكرة السليمة والعقل الواعى. وليتنا أبصرنا على أشعة الوحىفإن الإيمان يضيع أثره مع كل خلل يصيب العقل، ومع كل هوى يخالط القلب، أو بتعبير أصرح لن يكون للدين موضع يحتله ويعمل منه إذا اختفى الإنسان السوى ، وتعطلت مشاعره، وتعطل أسمى ما فيه وهو تفكيره وضميره!”