“تزوير سنوي...اليوم الأخير من عام آخر..تجاوزت عقارب ساعتي منتصف الليل بثوان قليلة.. شعرت بشيء من الأرتياح، لكن طرقاته المتوقعة على الباب جاءت تعيد ارتباكي..مثل كل عام وقف بلحيته البيضاء ووجهه المجعد متسائلاً..تلعثمت وأنا أحاول اختراع كذبة جديدة تبرر غيابك..رسمت امضاءك في دفتر الحضور مدعية أنك سوف تأتي بالتأكيد، وإن تأخرت قليلاً.مثل كل عام، جلست وحدي أنتظر غيابك...”
“كل عام وأنا لست أنا”
“ثلاثون عاماً. وأشجار الصفصاف تبيض وتخضر وتصفر في الحدائق، وطير الوقواق يغني للربيع كل عام. ثلاثون عاما وقاعة البرت تغص كل ليلة بعشاق بيتهوفن وباخ. البحر في مده وجزره في بورتمث وبرايتن، ومنطقة البحيرات تزدهي عاماً بعد عام. الجزيرة مثل لحن عذب، سعيد حزين، في تحول سرابي مع تحول الفصول. ثلاثون عاماً وأنا جزء من كل هذا، أعيش فيه، ولا أحس جماله الحقيقي.”
“الصباح الذي أنتظرك فيه، جزء آخر من الليل، غيابك عتمة في الروح.”
“خذلت نفسي، وخذلت أحلام الآخرين فيّ .كل عام وأنا لستُ أنا..”
“في كل عام، بل مع كل فجر، تخرج عقائد جديدة. نصف بها غوامض الكلم، ونندم على ما فعلنا، وندافع عن الذين تابوا، ثم نلعن الذين دافعنا عنهم من قبل. ندين عقائد الاخرين، ويدين الاخرون عقائدنا. نمزق هذا وذاك، ونقطعه، وإن لدينا على الدوام للاخرين، أنكالا وجحيما وعذابا اليما.”